غصــت القاعة بالمدعوين المنصتين لكلمة بومبيو، وكانت من بين العيون المحتفية التي ترمقه عينا الســيد شــير محمد عباس ســتانكزاي نائب رئيس المكتب السياســي لطالبان في قطر. كان يجلس في مالبسه التقليدية وعمامته السوداء المُقلَّمة بالبياض، كان مزاجه مزاجا احتفاليا؛ فها هي اللحظة التي عمِل عليها ســنوات تتكشف متحققة أمامه. أحس بأنــه نال بغيتَه لدرجة ضيق طــرف المفاوضات اآلخر بأجواء االحتفال في يوم العرس! يتميز ستانكزاي بطريقته في الحديث؛ فعندما يتحدث عن أمر مهم فإنه يرفع ناظريْه إلى األعلى ويضع يده اليسرى على بطنه، وإذا استرسل خلَّــل لحيتَه الكثة البيضاء بأطراف أنامله. كنت أنصت إليه وهو يجيب عن أسئلتي، ونحن جالسان داخل أحد فنادق الدوحة التي شهدت معظم تلك المفاوضات طيلة األعوام الماضية. فقد شــغل ســتانكزاي منصب ، 2020 وحتى توقيع االتفاق مطلع 2015 رئيس وفد التفاوض منذ عام بحكم منصبه الرفيع- حاضرا في كافة الجلســات المحورية في – وكان مسيرة التفاوض. ســتانكزاي نموذج من نماذج قادة طالبان الحاليين؛ فهو ينحدر من . درس االبتدائية 1963 جنوبي البالد من محافظة لوغَر، حيث ولد عام في قريته، وتعلم بعض العلوم الشــرعية على يد إمام في قريته بمديرية براكي برك، وبعد ذلك سافر إلى كابل للدراسة ومن هناك إلى الهند، ثم م. 1979 قطع دراسته ليعود إلى قتال السوفيات بعدما غزوا بالده عام عندما سألت ستانكزاي عن كواليس بدء المفاوضات مع األمريكيين، وأســباب قبول واشــنطن بالحديث مع حركته؛ رفــع بصره عاليا وعدل الطاقية الســوداء المفتوحة أعلــى جبهته، وقال: «ما إن دخلت الواليات
156
Made with FlippingBook Online newsletter