حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

، أي في األيام األخيرة من رئاسة بوش 2008 نوفمبر/تشرين الثاني عام االبن الذي نفّذت إدارته غزو أفغانستان إلسقاط حكم طالبان. لقد كان ذلك اللقاء لقاء مهمًّا حاول األلمان من خالله كسر الحاجز النفســي بيــن الطرفين؛ فقد كان األمريكيون يحملــون صورة غُولية عن طالبان، وكانت طالبان تحمل صورة مشــابهة عنهم. وقد أخبرني ســيد طيب آغا -وهو المدير السابق لمكتب المال محمد عمر- ببعض ما دار في ذلك االجتماع الذي حضره رئيسا للوفد الطالباني. يقــول طيــب آغا: «عندما جلســت على طــرف الطاولة وتحدثت باإلنكليزية ســألني أحد األمريكيين مستغربا: «أتتحدث اإلنكليزية؟ كيف تعلمتهــا وأين؟ أجبتها بهدوء: تعلمتها في المركز الثقافي األمريكي في بيشــاور»! ولعل وقــع الجواب على األمريكييــن كان وقعا غريبا؛ فما كانوا يظنون أن األنفس المتوارية وراء هذه العمامات «الغريبة» والمالبس المختلفة قريبة منهم إلى هذا الحد. استمرت المفاوضات المتقطعة بعد ذلك إبان إدارة الرئيس أوباما، غيــر أن لقــاءات الطرفين لم تكن تناقش القضايــا المصيرية في البداية. ؛ حيث 2011 ويمكن التأريخ للبداية الفعلية للمفاوضات ابتداء من عام بــدأت العاصمــة القطرية تشــهد لقاءات متقاربة بين وفــدي األمريكان وطالبــان. كان الفريق األمريكي بقيادة دبلوماســي متقاعد من الخارجية يدعى مارك غروســمان، بينما كان فريق طالبان تحت قيادة ســيد طيب آغا مدير مكتب المال عمر. في الجلســة األولى؛ كان غروسمان حريصا على أن يوضح لطيب آغــا أنه لم يأت ليتفاوض مع طالبان، وإنما جاء ليمهد الطريق لتتحدث

158

Made with FlippingBook Online newsletter