حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

قالوا خراسان أقصى ما يُراد بنا ٍثُم القُفُولُ.. فقد جئنا خراسانا ما أقدر الله أن يُدني على شَحَط سُكان دِجْلة من سكان جَيْحانا عين الزمان أصابتنا، فال نظرتْ! ((( وعُذبت بفنون الهَجْر ألوانا وصلنا البوابة الخارجية. رأيت جنديا أمريكيا مكتنز الجســم قصيرا ينوء كاهله بأســلحته يقف ممســكا دفترا رماديا متوسطا. كان ينظر إلى الدفتر ويحرك شــفتيه. تســاءلت ما الذي يفعله؟! هل يقرأ نصوصا في هــذه الظروف يتســلى بها؟ وبعد دقائق دخل فوج مــن المدنيين فرأيته يمد يده ليحصيهم ويخط في الدفتر. كان يحصي أعداد الداخلين واحدا واحدا. فكل إنســان يتجاوز هذا الجندي داخال المطار يشــعر بالوالدة مــن جديد.. فرِحا بالنجاة من مدينة تعيــش يومها الثالث دون حكومة، وتدخل عَقْدها الخامس تحت الرصاص. يشعر العابر إلى داخل المطار بنشــوة الهارب من طابور ربما أخذ من عمره أياما وســط أكوام البشر. لكــن هذا العابر عند ذلك الجندي مجــرد رقم ينضاف ألرقام في دفتر رمادي فحسب! تجاوزنا الجندي فقال: احذروا... فالوضع في الخارج مرعب! تجاوزناه قليال فصاح جندي آخر: - هل أنتم متأكدون من رغبتكم في الخروج؟ لم نلتفت. مشينا إلى المخرج فالحت الصورة الكاملة؛ آالف الناس يتدافعــون جهة البوابة التي نريد الخــروج منها. آالف األرواح المرهقة والعيون المتوسلة واأليدي المرتعشة الممتدة بحثا عن طوق نجاة. شباب .388 ، 8 ، (بيروت: دار الفكر)، دون تاريخ، األغاني أبو الفرج األصفهاني، (((

15

Made with FlippingBook Online newsletter