حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

قام كل من بومبيو وزلماي بالسفر إلى إسالم آباد، متوسطين لدى سلطات إسالم آباد إلطالق سراح زعيم طالباني يقبع في سجونها. وذلك السجين الذي تريده طالبان أن يكون رئيس وفد التفاوض لم يكن غير الرجل الذي سيوقع االتفاق مع األمريكيين: المال عبد الغني برادر. ما إن وصل برادر إلى الدوحة حتى تسارعت اللقاءات والمفاوضات بين الفريقين. كان زلماي يقود الفريق األمريكي المؤلف من مســؤولين من البيت األبيض، والخارجية، والدفاع، وأجهزة االستخبارات المختلفة. وكان وفد التفاوض الطالباني مكونا من شــخصيات سياســية من أبرزها برادر ونائبه ستانكزاي. يتذكر ســتانكزاي تلك الجلســات الطويلة بشــيء من الرضا عن النفــس: «كانوا من واجهــات مختلفة وتخصصــات متباينة؛ من البيت األبيض، والدفاع، والمؤرخين، ورجال المخابرات، وكنا ناســا عاديين. لكنا تمكنا من تحقيق ما نريد. كنا واثقين من أنفســنا ونعرف ما نريد». ثم يميل ستانكزاي إلى األمام ضاحكا: «كان اإلخوة القطريون يستغربون من جراءتنا على األمريكيين، ومن صالبتنا وتشبثنا بمواقفنا». وبالفعل؛ فالتقارير المتســربة من داخــل المفاوضات أكدت قدرة تفاوضية الفتة لدى الوفد الطالباني، «فقد كانوا يقرؤون المقترحات كلمة كلمةً، ويناقشــونها كلمة كلمة كذلك. كانت قوتهم كامنة في شورويتهم . بينما رأى كثيرون أن الوفــد األمريكي كان عكس ذلك ( (( واتحادهــم» ربمــا لنقــص أوراق الضغط التي يملك؛ فقد كان رئيس الوفد األمريكي (1) https://www.washingtonpost.com/national-security/us-taliban- diplomacy-obama-trump-biden/202104/09//b11b6fca-0ce511-ec-aea1- 42a8138f132a_story.html

161

Made with FlippingBook Online newsletter