«يفاوض بضعف مما جرّأ طالبان. وكان يحسبهم سيتقاسمون الحكم مع . ( (( حكومة كابل، وهو ما لم يدُر برؤوس قادة طالبان أصال» سألت ســتانكزاي عن ذكريات اللحظات الحرجة في المفاوضات فصمت؛ جمع كفيّه وحكّهما، وطمح بصرُه إلى الســقف الرمادي األنيق للفندق. كان يلبس ســرواال وقميصا أفغانيين أسودين، بينما تلوح ساعة صفراء في رسغه األيسر. خفض صوته وقال: - «كنا مرة نتفاوض فضغطوا علينا لنقبل جزئيات ال نريدها، وعندما ملّوا من الضغط صرخ المســؤول األمريكي: إذا كنتم تريدون من قواتنا أن تخرج فعليكم بالقبول، وإال فنحن باقون عشرين عاما أخرى. غضبت عام أخرى 100 وضربت الطاولة وصرختُ: عشــرون عاما فقط؟ ابقوا وستقضونها والنار تحت أرجلكم»! ثم رفع يده ولمس مقدمة جبهته، ونظر إلى ساعته: «عندمــا بــدأت المفاوضات طلب األمريكيون مهلة أربع ســنوات لالنســحاب، فعرضت عليهم ثالثة أشــهر. وعندما استقلوها قلت لهم: أنتم أتيتم في شــهر واحد، فينبغي أن تكفيكم ثالثة أشهر للرحيل! مرت المفاوضات بلحظات صعبة أذكر منها أن األمريكيين كانوا يضغطون على القطريين ليضغطوا علينا، ولما شكّوا في ضغط القطريين علينا طلبوا تغيير مكان المفاوضات، فاقترحنا الصين أو روسيا فرفض األمريكيون ذلك». (1) https://www.aljazeera.com/news/202123/8//us-envoy-zalmay- khalilzad-and-the-talibans-rise
162
Made with FlippingBook Online newsletter