حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

كان ســتانكزاي يتحدث بابتسامة موحية برضاه عن سلوكه وسلوك رفاقــه أثناء المفاوضات، لكنه غضَّن جبهته فجأة، ووضع يده على بطنه ورفع بصره إلى األعلى: «في إحدى المرات ضغطوا علينا لنحوّل المفاوضات إلى اإلمارات، أخذونا إلى أبي ظبي. وبدأت المفاوضات بحضور سعوديين وأمريكيين وباكســتانيين وإماراتيين، وعلمنا الحقا أن اإلماراتيين تعهدوا لألمريكيين بإنهاء المفاوضات في شهر. بدأنا المفاوضات وبدأ الضغط علينا يصَّاعد. وال أنســى أن جنراال باكســتانيا قال لي ونحن في الفندق: لم ال توقع؟ يجب أن توقع! فقلت له: أنا لن أوقع إال على ما يرضيني، فقال لي: يا أخي أنا أخوك وأنصحك بالتوقيع، فقلت له: أنت لست أخي! بل عدوي! فغضب وخرج». ضحك ســتانكزاي مستعيدا احمرار وجه الضابط الباكستاني وقال: «بعد ذلك يئسوا منا فأرجعونا إلى الدوحة. ولعل الرحلة إلى أبي ظبي كانت بضغط من باكســتان الباحثة عن مليارات من الســعودية فأخذتها وانتهى األمر»! بعد عقبات كثيرة؛ تمكن الفريقان أخيرا من التوصل التفاق في نهاية ، وأصبحت ورقــة االتفاقية جاهزة للتوقيع. وعقد الرئيس 2019 صيــف األمريكي ترمب اجتماعا افتراضيا لمستشاريه وأطل عليهم زلماي خليل زاد من الدوحة معلنا توصله التفاق مع المال برادر. «في ذلك االجتماع تحدث ترمب بحماس، معلنا لمســاعديه أنه ســيدعو طالبان إلى كامب

163

Made with FlippingBook Online newsletter