ولعــل األصداء التي خلّفها توقيع االتفاقية في المجتمع السياســي واألمني األمريكي كاشفة عن طبيعتها، ومسوّغة النزعاج مايك بومبيو من االحتفاء أثناء التوقيع؛ فالجمهوريون -الذين وقعوا االتفاقية- تبرؤوا من نتائجها المتمثلة في انحساب القوات األمريكية، محمّلين بايدن تداعيات االنسحاب الفوضوي. والديمقراطيون -الذين نفذت إدارتهم االنسحاب تطبيقا لالتفاقية- حمّلوا الجمهوريين مسؤولية توقيعها. هــذا التدافع للمســؤولية عن توقيع االتفاقية ونتائــج تنفيذها ينبئ بشعور أمريكي دفين بهزيمة محبِطة. ولذلك ال غرابة أن عنونت صحيفة «واشــنطن بوســت» قصة االتفاقية بعنوان: «طالبان تهزم األمريكيين في المفاوضــات كما هزمتهم في ســاحات الوغى»؛ كمــا ذكرنا آنفا. وهذه الخالصة األمريكية تقود إلى التســاؤل عن األســباب التي مكنت حركة قرويــة يقودهــا أفراد غير مدربين في فنون اإلدارة والسياســة من هزيمة الواليات المتحدة بكل ما تعنيه من مؤسسات وإمكانيات.
165
Made with FlippingBook Online newsletter