ْبين برنارد لويس وابن خلدون
وما جبُنت خيلي ولكن تذكرت مَرابطَها يف بَرْبَعِيص ومَيْسَرا! امرؤ القيس بن حُجُر
من أغســطس/آب 31 عدت مرهقا إلى فندق «نجمة كابل» مســاء ، بعد ساعات من التَّجْوال بمطار كابل، والمقابالت المتلفزة. غير 2021 أن ذلك اإلرهاق تحوّل فضوال لحظة أطل الرئيس الســادس واألربعون للواليات المتحدة محدِّثا شعبَه عن أسباب انسحاب قواته من أفغانستان. كنت تواقا لسماع تبرير اإلمبراطورية األمريكية رسميا لخروجها من بالد األفغان، بعد أن عايشت تسويغها لغزوها قبل عشرين عاما. أخذت جهاز التحكم وجلست على المقعد المسامت للنافذة المطلة علــى أحد شــوارع كابل الهادئة الغارقة في نوم أبــدي. كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بالتوقيت المحلي. أطل بايدن بمالمح محايدة يلمع مــن خلفه العلم األمريكي، وتتراءى ممرات البيت األبيض. ما إن دخل في خطابه حتى الحظت انشــغاله بما يراه نجاحا باهرا في إجالء جنوده ومدنييه، واصفا ذلك بأنه أمر «لم تقم به أي أمة في التاريخ»! ركز على محاسن الخروج مفاخِرا بالنجاحات المتحقِّقة في صيغته، ال في تفاصيل عشرين عاما من الحرب! ثم تحدث عن أن من أسباب االنسحاب إرجاع الجنود األمريكيين إلى أحبائهم في الوطن.
166
Made with FlippingBook Online newsletter