. لكن هذه النظرية البرناردية لم تنجح ( (( لنظرية بقدر ما هو حرب كذلك» قطعا، بل غدت ضَحْكة المؤتمرات العلمية والفكرية في السنوات الالحقة، بعدما أثبت الميدانان العراقي واألفغاني فشلها فشال مدرسيا مدوّيًّا. إن ما وقع في أفغانســتان من عــودة لطالبان -بعد الغزو ومحاولة واشــنطن وحكوماتها التي جاءت بها فرض علمنة فوقية على األفغان- 635 يمكن فهمه بالتأمل في مقوالت مفكر اجتماعي مســلم توفي قبل ســنة؛ فقد تحدث المؤرخ عبــد الرحمن ابن خلدون عن أن هذا النمط من المجتمعات القبلية المسلمة ال تنجح فيها الدعوات السياسية إال إذا اقترنــت بالعصبية والدين. فأي دعــوة غير متكئة على عمودي الحاضنة العصبية والفكرة الدينية ال تنجح في البيئات المســلمة ذات الخصائص القبلية؛ حسب ابن خلدون. ولذلك كان عنوان ابن خلدون للباب السادس ثم بين ( (( من مقدمته هو «في أن الدعوة الدينية من غير عصبية ال تتم»! بعد ذلك أن شرط الحاضنة االجتماعية ضروري حتى لألنبياء المؤيَّدين من السماء. والناظر إلى أسباب الصمود الطالباني ضد الهجمة األمريكية العسكرية والثقافية ال يملك إال تذكر هذا النموذح المفاهيمي الخلدوني. فقد شكلت القبائل البشــتونية العصبية الضرورية للحركة؛ فأمست تلك القبائل المحاربة الشرســة الحاضنة العصبية للحركة ثقافيا وسياسيا وعســكريا. فقــد اختفى مقاتلو الحركة أثناء تعقــب األمريكيين لهم في البيئات البشتونية، كما ظهرت المقاومة األولى من تلك المناطق حصرا. لكن ابن خلدون أيضا ال يرى أن العصبية وحدها كافية، بل ال بد معها (1) http://content.time.com/time/specials/packages/arti- cle/0,28804,1970858_1970909_1971696,00.html .181 / 1 ديوان المبتدأ والخبر، ابن خلدون، (((
169
Made with FlippingBook Online newsletter