حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

مرات. ثم جاء الروس في الثمانينيات وطُردوا. وهذا هو الذي تكرر مع األمريكيين. إن الجندي األمريكي يأخذ راتب عشرة آالف دوالر ويحمل معــه طعاما خاصا معقَّما. يتحرك في المروحيات ويلبس الســترة ومعه الكاشف، وال ينزل إلى مكان إال إذا كان قُصف قبله أو مُشّط بصريا على األقل. أما المقاتل الطالباني فيكون مجاهدا واحدا، معه كالشنكوف قديم وطلقات محدودة وال راتب له. يأخذ من طعام أســرته ليجاهد. يســكن فــي الجبل مع أرغفة فحســب. األهم مــن كل هذا أن الناس كانوا معنا يُدخلوننا بيوتهم، ويقاسموننا طعامهم. هذا المجاهد يقاتل لله وفي سبيل الله، وسيذهب إلى الجنة. هذه هي أسباب االنتصار. كنا نملك الرجال وال نملك السالح. وكان األمريكيون يملكون السالح وينقصهم الرجال. نحــن أبنــاء األرض ونعرفها وهم ال يعرفونها. كنا نقاتل عن بالدنا وهم كانوا خارج بالدهم. ولذلك كنا نســتغرب من ســلوكهم، فإذا جُرح لهم جندي يهربون كلهم، ونحن لســنا كذلك. ثم إن عندنا فكرة االستشــهاد والرغبــة فيه، فمن أين يأتي األمريكيون بهذه الفكرة؟ عندنا آالف الناس يبكون لنســمح لهم باالستشــهاد. وأمريكا -من هنا وحتى قيام الساعة- لن تجد لها استشــهاديا واحدا. لن تجد انتحاريا واحدا منهم يقدم نفسه . ( (( للهدف األمريكي من الغزو. هذه الروح األفغانية هي التي هزمتهم»

.2021 سبتمبر/أيلول، 27 من مقابلتي معه يوم (((

172

Made with FlippingBook Online newsletter