حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

اإلرهاق إلى اإلمبراطورية األمريكية بعد طرحها لجنودها هنا؟ كيف لم تتســع عشرون عاما لترتيب رحيل منظم؟ هل فوجئت الواليات برحيلها الذي برمجته منذ سنوات؟ أم هي صالبة األفغاني وقدرته الخارقة على تعكير مزاج الغازي دوما؟ ابتعــدت عن الجندي المســتلقي على التراب، الغــارق في النوم والظــ م، وأنا أفكر في قصة هــذه األرض مع الغزاة. الحت لي جبال كابل متأللئة بعيدة شــامخة مُظلَّلة بالعناد الســرمدي. هل جاء غاز هنا وغادر طيّب النفس قار البال؟ أم إن األفغان ظلوا دوما أمة عصية على » حسب تعبير ((( الترويض واالحتالل؛ «أمة حربية ال تدين لسلطة األجنبي م). 1897 هـ/ 1314 جمال الدين األفغاني (ت امتــ ذهني بصور تاريخية مختلفة. صورة الجيش البريطاني الذي م، ولحظة خروج البريطانيين 1842 أُبيــد هنا في يناير/كانون الثاني عام ، ولحظات انسحاب الدبابات السوفيتية في فبراير/شباط عام 1919 عام م. 1989 انتبهــت من التأمل التاريخي على شــاب أفغانــي يدخل إلى بوابة المطار. تجاوز «بوابة آبي» ووقف رافعا يديه. فتشه الجندي تفتيشا دقيقا ثم أشــار له بالتقدم إلى داخل المطار حيث الطائرات الرابضة واألحالم المجنحة. كان وجه الفتى األفغاني يطفح بِشــرا. فهذه هي اللحظة التي تحلم بها كل روح من هذه األرواح المنهكة الزاحفة على أرضية المطار. أشار الجندي للشاب طالبا منه الدخول لكنه لم يتحرك. بدأ يتحدث مع (القاهرة: مؤسسة هنداوي تتمة البيان في تاريخ األفغان، جمال الدين األفغاني، ((( .15 م، 2014 للتعليم والثقافة)

17

Made with FlippingBook Online newsletter