حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

الجندي كأنه يحاول إقناعه بأمر. فتح الجندي ذراعيه ومد إحداهما جهة المطار واألخرى جهة الجموع ورفع صوته: - همــا خيــاران: إذا كنت تريــد الحرية فادخــل، وإذا كنت تريد أفغانستان فعُدْ! اقتربت منهما بحيث صرت أسمع حديثهما بيّناً. قال الشاب األفغاني متوسال: - اسمح ألسرتي! أتوسل إليك أن تسمح ألسرتي لتأتي معي! عاد الجندي مستخدما عبارة «الحرية» بالفارسية هذه المرة، رافعا صوته أكثر: - إن كنــت تريد «آزادي» فتفضل إلى الداخل، وإال فعد أدراجك إلى أفغانستان. ال أسمح ألسرتك بمرافقتك! استمر النقاش والمحاوالت حتى صرخ جندي أسمر جالس على طرف الحائط: - اكْريسْ! اركل مؤخرتَه وأرجعه من حيث أتى! دفع الجندي الشاب األفغاني وهو يتوسل حتى أعاده جهة الجموع. أتبعت الشاب عيني حتى توارى وسط الطوابير متجاوزا سيارة جنود طالبــان الذين يذودون الناس عــن البوابة التي يقف خلفها األمريكيون. بدت الصورة معبرة عن أفغانســتان الجديدة؛ مسلحون من حركة طالبان واقفون أمام البوابة يســاعدون في ضبط الناس وتنظيم دخولهم المطار بالتعاون مع الجنود األمريكيين!

18

Made with FlippingBook Online newsletter