حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

واالندماج فحســب. لكن هؤالء دخلوها وكل منهم يخفي تحت مالبسه خنجرا منقوعًا في االحتقار ليطعنها به! ضج اإلعالم األمريكي على مدار الســاعة بالحديث عن اإلسالم والمسلمين والقرآن وابن تيمية وابن عبد الوهاب وسيد قطب واإلخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وأسامة بن الدن وأفغانستان وطالبان. دخلت كلمات كثيرة القاموس اإلنكليزي بســبب الضخ اإلعالمي: «المدرسة» و«طالبان» و«الجهاد» كانت من أشهر الضيوف على المعجم اإلنكليزي. مر يوم واحد على األحداث ثم وقفت الواليات المتحدة ثورا هائجا غاضبا يبحث عن عدو يهجم عليه. خزائن مألى بالسالح، ومئات آالف الجنود المدججين جاهزون، وبارجات رائعة جاثمة انتظارا لألوامر، وعدو قليل العدد، غامض المالمح. كانت الساحة ممهدة لالشتباك. كان أول ما قامت به الواليات المتحدة هو التركيز على المسلمين الموجوديــن داخل أراضيها. وكانت ثم شــروط ال تنطبق على أحد إال أمســى هدفا للمخابــرات والمضايقات، وكنت أحد هــؤالء. فقد كنت شابا أعزب أسكن شقة صغيرة وسط مدينة كنساس سيتي، ما بين والية كنساس ووالية ميزوري. عدت يوما من العمل على تمام الثانية ظهرا. فتحت الباب فلمحت وُريْقة صغيرة مدسوسة على العتبة. رفعتها فرأيت عليها الـ«أف. بي. آي» (مكتب التحقيقات الفدرالي)، وقد كُتب عليها بخط واضح: «اتصل بي اليوم»! تأملت البطاقة فلمحت اســم المحقق أظنه ديفيد. أخذت الورقة ودخلت إلى الشقة متسائال: ماذا يريد هؤالء؟

24

Made with FlippingBook Online newsletter