- لم ال نبدأ؟ - تحرك في مقعده: - ما زلت أنتظر زمالء لي.
قالها ثم بدأ يلقي بعض األســئلة المشــتتة عن الســكن وطبيعته، وأصدقائي، ولماذا جئت إلى الواليات المتحدة؟ بعد نحو عشــر دقائق رفع وجهه جهة الباب فظهر رجل وامرأة في بدالت رسمية سُود. اقتربا وسلما وجلسا معنا. كان الرجل عجوزا حليقا، أبيض الشعر حاد النظرات معروق الوجه. أما المرأة فكانت فتاة رشــيقة في مقتبل العمر. جلســت الفتاة في وجهي وجلس العجوز عن يميني بينما ظل ديفيد عن يساري. بدأ التحقيق بالصيغة التقليدية بطلب معلومات ال حصر لها عني، ثم أخرج ديفيد ورقة من ظرف عنده وسألني وكأنه يعطي كل حرف حقه: - ما هذه الرسالة التي أرسلت من البريد األسبوع الماضي؟ كانت الرســالة ألفــي دوالر (بصيغة «مَانــي أُورْدرْ»/حوالة مالية) أرسلتها إلى أحد الموريتانيين في والية كنتاكي. - هذه رسالة ألحد الموريتانيين ليحولها إلى بالدي. -لماذا؟ - أرسلتها مساعدة ألهلي في بعض شؤونهم كما أفعل شهريا غالبا. تحركت الفتاة ووضعت يديها على الطاولة ونظرت إليهما أوال ثم حدقت فيَّ: - لم لم ترسل المال بحوالة بنكية إلى حساب أهلك؟ شعرت باالستفزاز:
27
Made with FlippingBook Online newsletter