حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

شعرت بسخافة السؤال. كأنهم يتخيلون أن المسلمين في الدنيا كلها اتفقــوا علــى هذ الفعل، ويمكن أن يدور بينهم أمر يتحدثون فيه دون أن يشــاركوا فيه بقية العالم. كأن المليار ونصف المليار مسلم جماعة سرية واحدة مغلقة محكمة التنظيم، تتفق على أمر وال يخرج عنها. قلت بتضايق: - طبعا لم أسمع أي حديث قط عن األحداث قبل وقوعها. قال ديفيد بصوته الخشن: - ما شعورك وموقفك من الضربات؟ تراجعت في الكرسي وقلت بنبرة تأكيدية: - حزيــن جــدا للحادثة. وحزني وتضايقي منهــا أكثر من حزنكم وتضايقكم؛ فأنتم منزعجون فقط ألن أبرياء قتلوا، أما أنا فحزين لألبرياء وألن األمر وقع باســم ديني، قام به رجال يرفعون اســم اإلســ م الذي أحبه، وعليه فالمسألة مضاعفة علي بعكس حالتكم! أحسســت باالرتيــاح لجوابي؛ فالعجــوز هش إلجابتــي، والفتاة اســترخت في مقعدها باسمة، كأنه أول جواب لي يعجبهم. زمّت الفتاة شفتيها وضيقت حدقتيها: - هل سافرت خالل الفترة الماضية خارج البالد؟ - كال، لكني أنوي السفر لموطني بعد شهر. -لماذا؟ - كنت قد برمجت سفري وحجزت التذكرة قبل شهر. رمقت العجوز عن يمينها فبادلها النظرات.

29

Made with FlippingBook Online newsletter