مر وقت وهم يتناوشــوني باألســئلة. رفعت بصري جهة الســاعة المعلقة في الزاوية فإذا بها تزحف جهة الثالثة والنصف. لقد مرت ساعة كاملة وأنا أُســتجوب. بعد دقائق جمع ديفيد أوراقه وشــكرني، ووقف العجــوز ذو البدلة الســوداء، ومد لي بطاقتــه وقال خل هذه معك. وإن أوقفك أحد يمكنك أن تعطيه إياها. وإذا سمعت أخبارا وأردت إيصالها لنا فسنكون من الشاكرين. خرج العجوز وفتاتُه من الباب الشــمالي للمطعم، وبُعيد خروجهما التفت العجوز هازًّا رأسه، ثم تواريا بينما الح سوادهما من وراء الزجاج. مــد ديفيد يده وتصافحنا وافترقنا. خرجــت إلى الموقف الواقع جنوب المطعم ودخلت سيارتي ورميت جسدي على المقعد األمامي، وأنا أنظر ديفيد من المرآة العاكســة يتقدم جهة ســيارة ســوداء رياضية وهو يعدل نظارته الشمســية. استرخيت في المقعد مفكرا في أمر واحد: هل انتهى التحقيق عند هذا أم سيتابعونني؟ أدرت الســيارة فصدحت إذاعة «أم. بي. آر» فازددت توترا. كانت تصــدح باألخبار، والحديث عــن خطاب متوقع للرئيس بوش مع أخبار متفرقة عن هجمات متقطعة على مسلمة محجبة، أو مسلم ملتح. في مساء ذلك اليوم اتصل بي أحد األصدقاء الموريتانيين من والية كنتاكي قائال بخوف: لقــد جاؤونــا! جاءنا الـ«أف. بي. آي»، كنا في بيت أحد الشــباب فدخلوا علينا. كنا سبعة شبان في غرفة واحدة. دخلوا وقالوا: هل انتهى االجتماع وما موضوعه؟ قلنا لهم إننا لسنا في اجتماع. فقالوا كيف؟ كيف
30
Made with FlippingBook Online newsletter