حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

لعنة الحسناء

«أول قاعدة يف السياسة: ال تغز أفغانستان أبدا»! رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميالن ناصحا خليفته أليك دوغالس هيوم

تتمتــع أفغانســتان بتاريخ حضاري مهيب، وموقــع جغرافي غدت ميزتُه ســبب تعاســتها المعاصرة. فهي بذلك تُشبه الحسناء حين يمسي جمالُها نقمة عليها. إذ تقع أفغانســتان تاريخيا على مفترق طرق القوافل السائرة باألفكار واألطماع والبضائع إلى زوايا األرض. ولذا نبّه المؤرخ م) إلى أن مكانة أفغانســتان تاريخيا 1975 اإلنكليزي آرنولد توينبي (ت متكئة على كونها بؤرة الربط بين حضارات الهند، وشرق آسيا ووسطها، والشرق األوسط، وأوروبا. ثم لخص فكرته طالبا منك -لكي تفهمها- أن «تضع نفسَك في العراق -ال في أوروبا- وستالحظ جليا أن نصف طرق . وهذا ((( العالم القديم تقود إلى حلب، ونصفها الثاني يؤدي إلى باغرام» ما يفســر محورية أفغانســتان تاريخيا في بناء اإلمبراطوريات وإسقاطها، وأسباب التنافس عليها. كما يسوّغ االزدهار الثقافي والعلمي الذي شهدته عبر العصور. إن الموقــع الجغرافــي ألفغانســتان يشــرح محوريتها السياســية واالستراتيجية؛ فهي أقصى نقطة شرقية من هضبة إيران، كما تتربع قرب (1) Toynbee , Arnold J . Between Oxus and Jumna . ) London : Oxford Univer - sityPress , 1961),1

35

Made with FlippingBook Online newsletter