حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

األغلب. فكثير من الهزائم المنكرة التي سُــجلت لألكاســرة كانت غالبا داخل أفغانستان، والحاالت التي قُتل فيها األكاسرة أو أُسروا وقعت غالبا بين جبال ووِهاد تلك الديار. كما وطئتها أقدام جينكيز خان وتيمورلنك م) لغزوها. 1821 م)، وخطط نابليون (ت 1405 هـ/ 807 (ت وترتبــط قصة أفغانســتان مع الغزاة دوما ببُعديْــن: أولهما مكانتها االســتراتيجية باعتبارها ممرا بين صُناع الحضارات القديمة من هنود في الجنوب، وصينيين في الشرق، وفرس وعرب في الغرب. وثانيهما بيئتُها الجغرافية والعرقية التي تجعل البقاء فيها أمرا في غاية الصعوبة. غيــر أن قــدوم الغزاة إلــى األرض األفغانية يقــع دوما في مأزق بســبب التركيبة الجغرافية والثقافية للبالد. فهي أرض ذات جبال عالية، ووديــان عميقة، وشــتاء قارس، وصيف حار. وتشــقها سلســلة جبال الهندوكوش البالغة ســتمائة كم طوال، وتســعمائة كم عرضا. بينما يبلغ . وقد شكلت هذه البيئة حاضنة ((( ارتفاعها ما بين ستة وسبعة آالف متر طبيعيــة لالختالف العرقي واللغــوي مما عمّق المأزق الذي يواجهه أي غازٍ. فلم تكن الســيطرة على أفغانســتان العقبة الكبرى أمام غزاتها، بل بقاؤهــم فيها بعد الدخول. فاألهواء المتشاكســة، والجغرافيا الحاضنة، عوامــل تجعل بقاء الغــازي أمرا صعبا. لكن ثمة اســتثناء واحد يمكن التوقّف عنده.

، ترجمة: أحمد النادي، (القاهرة: أفغانستان في التاريخ المعاصر علي رضا آبادي، ((( .27 ، 2000 المشروع القومي للترجمة)،

37

Made with FlippingBook Online newsletter