حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

عالقة خاصة باإلسالم

ولم تخرج منها ((( إن اإلمبراطورية الوحيدة التي دخلت أفغانســتان يوما هي اإلمبراطورية اإلســ مية؛ فمنذ عبر أصحاب محمد (صلى الله صلى الله عليه وسلم) على خيولهم السريعة مدينة هراة في عهد الخليفة م)، وتوغلوا في أفغانستان بقيادة 656 هـ/ 35 الراشد عثمان بن عفان (ت الشــاب القرشــي ذي الخمسة والعشرين عاما عبد الله بن عامر بن كُرَيز م)؛ لم يخرج اإلســ م وال األمراء المســلمون قط من 679 هـ/ 58 (ت تلك البالد. ولعل الطبيعة الديمغرافية المتشاكســة كانت العامل المساعد لثبات اإلســ م وتشــبث األفغان به. فقد شكَّل عامل اللحمة المجمع عليه في أفغانستان المترعة بالمتناقضات الثقافية والجغرافية المرهِقة. وغدا الدين اإلســ مي مع الزمن ضرورة موحّدة يرجع إليها الجميع؛ ســواء أكانوا مــن المتوارين داخل وديانهم العميقة، أم من المتمترســين وراء جبالهم الشــاهقة، أو المنكشــفين وسط الســهول الخصبة. وهكذا ظل اإلسالم -كما يقول المندوب األمريكي الســابق إلى أفغانستان «القاسم المشترك . ((( الوحيد في المجتمع األفغاني» ورد أول ذكر للفظة «أفغاني» في المصادر العربية في كتاب «النُّتَف في الفتاوى» ((( م. ثم تردد 1070 هـ/ 461 ألبي الحسن علي بن الحسين السُّغْدي الحنفي المتوفى ذكر «األفغان» بعد ذلك عند ابن بطوطة ومن بعده المقريزي. ، السفير: من كابل إلى البيت األبيض: رحلتي عبر عالم مضطرب زالماي خليل زاد، ((( .24 ترجمة: بسام شيحا، وسعيد الحسنية، (بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون)،

38

Made with FlippingBook Online newsletter