حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

لقــد الحــظ المؤرخون المســلمون باكرا العالقة االســتثنائية بين م) 949 هـ/ 340 الخراسانيين واإلسالم؛ إذ يقدم ابن الفقيه الهمداني (ت: مقارنة طريفة بين الخراسانيين واإليرانيين مُرجعا ذلك إلى لحظة االتصال األولــى باإلســ م، فيعرض صورتيــن متناقضتين لعالقة الخراســانيين الشرقيين والفرس اإليرانيين باإلسالم فيقول عن أهل خراسان: «ثم أتى الله باإلســ م فكانوا فيه أحسن األمم رغبةً، وأشدَّهم إليه مسارعة. منّا من الله عليهم، وتفضال وإحسانا منه عليهم. فأسلموا طوعا، ودخلوا فيه أفواجا، وصالحوا عن بالدهم صلحاً. فخف خراجُهم وقلّت نوائبُهم، ولم يَجْر عليهم سِــباءٌ، ولم يســقط فيما بينهم وبين المسلمين . ((( دم» ويكــرر ابن الفقيه الدخول الطوعي لهــم في الدين فيقول: «وأهل خراســان دخلوا في اإلســ م رغبة وطوعا، ثم هم أحســن الناس تقية . وظلوا مع عميق تدينهم أولي قوة وبأس في ((( وأشدهم بالدين تمسكا» .» ((( الدين حتى شاع وصفهم بأنهم «فرسان الهيجاء وأعنة الرجاء ويطنــب بعد ذلك في التدليل على أن غالبية الميمزين علما وثقافة وسياسة في ظل اإلسالم كانوا من أهل خراسان لمالمسته شغاف قلوبهم، فهم الذين أقاموا الدولة العباســية وكانوا عمودها الفكري والعســكري والسياسي واإلداري. تحقيق: يوسف الهادي، البلدان، محمد بن إسحاق الهمداني المعروف بابن الفقيه، ((( .607 ،) 1996 (بيروت: عالم الكتب،

.607 ، البلدان ابن الفقيه، ((( .275 ، البلدان ابن الفقيه، (((

39

Made with FlippingBook Online newsletter