. إذ أخرجها األول من التاريخ ((( م) 1506 وكريســتوفر كولومبــس (ت بقتل أهلها وإفناء محاســنها الحضاريــة، وتدمير نظام الري فيها، بحيث لــم يبق فيها أحد يعلم الصناعــة لألجيال الالحقة. وأضر بها كولومبس باكتشافه لطرق تجارية جديدة؛ «فقد أبحر كولومبس غربا باحثا عن طريق بديل ألفغانســتان باعتبارها الممر الوحيد بين آســيا وأوروبا. ومنذ تلك اللحظة قلّت القوافل المارة بين جبال الهندوكوش. فأفغانســتان محورية . ((( في عالم مسطح، ال في عالم دائري» ومــع تراجع مكانتها -مقارنة بالماضي البعيد- فإنها ما زالت مهمة سياســيا لكونها منطقة عازلة بين هضبات إيران، وســهوب وسط آسيا، وشــبه القارة الهندية. وهــذا ما يجعلها محورية للروس والباكســتانيين ، وفي أي معادلة جيوسياســية دولية. ثم هي اليوم ((( والهنود واإليرانيين ربما تعود للواجهة االستراتيجية بسبب مجاورتها للصين المتحفزة للتأثير العالمي بعد نهوضها االقتصادي والعسكري خالل العقود األخيرة. ولعــل الصراع المرير الذي خاضته روســيا وبريطانيا -طيلة القرن التاســع عشر- على أفغانســتان يلخص مكانتها االستراتيجية المعاصرة باعتبارهــا أرضا محورية في صــراع القُوى الكبرى. فالروس اهتموا بها ألنهــا طريقهم إلــى الهند التي كانت تحت االحتــ ل البريطاني، وإلى التمركز وسط المياه الدافئة في المحيط الهندي وبحر العرب. والبريطانيون (1) Rhea Talley Stewart , Fire In Afghanistan 1914-1929: Fait, Hope, And the British Empire , (New York: Double Day And Company), 1973, 583-584. (2) ibid (3) Tim Marshal, The Prisoners Of Geography , (New York: Scribner), 2015, 96.
42
Made with FlippingBook Online newsletter