حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

الجنود الســوفييت إلى أفغانستان دعما للنظام الشيوعي في كابل. وكان في أذهان الروس أن أفغانستان أصبحت منطقة خطرة فكريا على الدول اإلســ مية الخاضعة لموســكو. فجاءت للتعامل معهــا باعتبارها منطقة عازلة، تُحجّم من خاللها «التطرف اإلسالميَ» وأحالم االستقالل داخل الجمهوريات اإلســ مية الســوفيتية. كما أرادتها منطقة عازلة بينها وبين النفوذ األمريكي المخيم جنوبا. توغل الجيش األحمر في أفغانستان متسلحا بسمعة الجيش الذي ال لم يخسر الروس أي معركة، لكن السنوات العشر التي 1942 يهزم؛ فمنذ قضوها بين جبال الهندوكوش كانت كفيلة بتلطيخ تلك الصورة، وإثبات اســتعصاء أفغانستان مرة أخرى. فقد انهزم الجيش األحمر «هزيمة مذلة علــى أيدي مجموعة من المزارعين األميين األفغان»؛ كما يقول الضابط . وهكذا عندما خرج من أفغانســتان الضابط ((( األمريكي بروس ريديل 1989 من فبراير/شباط 15 الروســي األخير برويس غروموف صبيحة أضافت إلى سجلها قصة جديدة من قصص طرد المحتلين. كانت الواليات المتحدة حاضرة في أسباب هزيمة الروس تلك؛ إذ كانت تراقب الوضع المتكشف بين جبال ووهاد األفغان، لكنها لم تحترق به. فقد شاركت في الحرب دون أن يضع جندي أو موظف استخباراتي . وخرجت من تلك الحرب ((( أمريكي واحد قدمَه على أرض أفغانســتان منتصرة على الروس دون أن يُجرح لها جندي واحد أو يقتل لها مواطن. (1) Bruce Riedel, What We Won: America’s Secret War in Afghanistan 1979-1989 , (Masachusets: Brooking Institution, 2014) 40 . في النجاح األميكري الباهر دون خسائر انظر كتاب بروس ريدل أعاله. (((

44

Made with FlippingBook Online newsletter