حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

هَراة تقع هراة غربا على الحدود مع إيران. وقد وصفها الرحالة اإلغريقي ، ونقل منها صورا دالة على طيب عيش ( (( هيرودوت بأنها سلة وسط آسيا أهلها ورواج أسواقها قبل أكثر من ألفي عام. وظلت هذه الصورة حاضرة فــي معظــم كتابات الرحالة الذين رأوها بعدُ، وتحدثوا عن طبائع بالدها وشيم سكانها. )يقول عنها: «لم 1229 هـ/ 626 فهذا الرحالة ياقوت الحموي (ت م)- مدينة أجل وال 1210( 607 أر بخراســان -عند كوني بها في ســنة أعظم وال أفخم وال أحسن وال أكثر أهال منها...، فيها بساتين كثيرة ومياه مما يدل على رخاء – فهو يالحظ وفرة السكان ( (( غزيرة وخيرات كثيرة». العيــش- والحالة الحضارية التي وصلت إليها. ثم يتحدث عن الجانب الثقافي فيصفها بأنها «محشوة بالعلماء، ومملوءة بأهل الفضل والثراء». ثم ينبه إلى اللحظة التاريخية األفظع في تاريخ هراة وأفغانستان عموما، وهي اللحظة المغولية التي رآها وهي تمحو المحاســن الحضارية االســتثنائية لمدن خراسان: «وقد أصابتها عين الزمان ونكبتْها طوارق الحدثان، وجاءها الكفار مــن التتر فخربوها حتى أدخلوها في خبر كان». ولم يجد ياقوت -وهو (1) Radek Sikorski, Dust And Saints (Toronto: Doubleday Canada limited, 1989) 134. ، 1995 ، (بيروت: دار صادر)، معجم البلدان ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي، ((( .396 ، 5

47

Made with FlippingBook Online newsletter