وقــد أنتجت وفرة المدارس فيهــا اعتقادا في نجابة أهلها وتفوقهم العقلي، حتى إن اإلصطخري جزم بأن «أنجب أهل خراســان أهل بلخ ويندر أن يتكلم عنها رحالة ( (( ومَــرْو فــى الفقه والدين والنظر والكالم». إال بالــغ في حالتهــا الحضارية والعقلية، وألمح لوفــرة التعليم، وتوافر األوقــاف؛ فـ»بها مــدارس للعلوم ومقامات للطــ ب، واألرزاق جارية ولعل العبارة التي أوردها اإلدريسي (ت ( (( على من شاء شيئا من ذلك». م) بعد ذلك هي األكثر دقــة؛ فبعد أن أطنب في ثرائها 1165 هـــ/ 560 وهي عبارة تختصر ( (( االقتصــادي والثقافي قال: «وبها أحــوال صالحةٌ» معنى استواء األمور على الحال المحمودة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا. ويحسب لبلخ كذلك أنها أخرجت للعالم أول كتاب في الطب النفسي؛ م) إلى أن األطباء 934 هـــ/ 322 فقــد انتبه أحمد بن ســهل البلخي (ت يهتمون باألعضاء وأمراضها، لكنهم يغفلون األرواح وأدواءَها، فوضع كتابا دعا فيه أطباء العالم إلى بدء الدراسات النفسية، وتفريع الطب إلى قسميْ: ولم يتميز أحمد بن سهل بعلومه الدقيقة ( (( الطب العضوي والطب النفسي. ، (بيروت: ، المسالك والممالك أبو اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي االصطخري ((( .282 ، 2004 دار صادر)، ، (بيروت: نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق محمد بن محمد بن عبد الله اإلدريسي، ((( .483 / 1 هـ، 1409 عالم الكتب)، .483 نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق، اإلدريسي، ((( ، (جدة: مركز الملك فيصل مصالح األنفس واألبدان أحمد بن سهل البلخي، ((( هـ. 1424 للدراسات والبحوث)،
51
Made with FlippingBook Online newsletter