حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

قندهار اشتهرت قندهار إعالميا -طيلة العقود الماضية- لتمركز قادة طالبان فيهــا؛ فهــي تمثل العمق البشــتوني الذي يُروّي جــذور الحركة روحيا وعســكريا. فهــي المدينة التي اتخذها المال عمــر دارا ولم يتركها حتى بعد سيطرة حركته على كابل. وقندهــار مدينــة قديمــة طبعها األفغــان بخصائصهم الجســدية والنفســية، كما طبعــوا معظم المناطق المحاذية لهــا مما عُرف تاريخيا بمنطقة سجستان الواسعة. فاحتفظت هذه المنطقة بخصائص في اللباس والهيئات والمحافظة الشديدة، ما زالت عين الناظر ترصدها في شوارعها اليوم على نفس الهيئة التي رصدتها عليها أعين الرحالة عبر القرون. ؛ 2017 وإن أنْس ال أنْس تَجوالي ببعض المناطق المتاخمة لها عام حيث كنت أتأمل الشــوارع وكأني أقرأ نصــا مما كتبه اإلصطخري قبل أكثــر من ألف عام. فقد تأملت المالبس واللِّحى والوجوه مفكرا في أن الشخصية القندهارية لم تطلها يد التغيير كثيرا. يقول اإلصطخري: «وفي رجالهم عظم خَلْق وجالدةٌ، ويمشون في أسواقهم وبأيديهم ســيوف مشهورة، ويعتمّون بثالث عمائم وأربع، كل واحدة لون: ما بين أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وغير ذلك من األلوان (...)، وليس بينهم من المذاهب غير الحنفية من الفقهاء إال قليل نادر. وال تخرج لهم امرأة . ( (( من منزل أبدا، وإن أرادت زيارة أهلها فبالليل» فما زال التسلح والعمائم واللحى من الخواص االجتماعية والثقافية لقندهار حتى اليوم، وما زال التحفظ على الوجود النســوي في المجال .190 ، 3 ، 1995 ، (بيروت: دار صادر)، معجم البلدان ياقوت الحموي، (((

54

Made with FlippingBook Online newsletter