حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

العام كما هو. ومن الطريف أن مؤلفا آخر من أهل القرن الثامن الهجري/ الرابع عشــر الميالدي يضيف خاصية أخرى، وهي الخالف السياســي األبــدي مــع الحكم المركزي في كابل. فيقول الحميري إن أهل قندهار «قوم يمتازون بلحاهم من غيرهم، فإنهم يتركون لحاهم تطول (..) وهي . وسندرك مغزى ( (( عراضٌ، كثيرة الشــعر (..) وهم يحاربون ملك كابل» داللــة النــص هنا على محاربتهم لملك كابــل بالخصوص إذا علمنا أن كابل كانت «صانعة الملوك» في المناطق التي حولها؛ فالرحالة اإلدريسي يذكر -في «نزهة المشــتاق»- أن «ملوك الشــاهية ال تتم لهم الوالية إال لمــن عُقــدت له بالملِك في كابل، وإن كان منها على بعد فال بد له من وثمة خاصية أخرى لقندهار ( (( المسير إليها حتى تُعقد له الشاهية بالملِك.» وهي شراستها مع الغزاة؛ فقد عُرف أهلها بالمناجزة والمدافعة والمطاولة سلما – للمحتلين، حتى إن المغول الذين كانت المدن تسقط أمامهم تباعا أو حربا- هزمتهم وأرهقتهم طويال. فقد تحول قائدها الخوارزمي جالل م) إلى شوكة في حلق جنكيز خان ، 1231 هـ/ 628 الدين مَنْكَبَرْتي (ت وأسقط صورة جيشه الذي ال يقهر. يقول ابن خلدون عن بالء قندهار في حرب التتار: «وبعث [جينكيزخان] ابنَه طولي خان لقتال جالل الدين، فهزمه جالل الدين، وقتله ولحق الفَل من عســاكره بجنكزخان فسار في ( (( أمم التتر، ولقي جالل الدين فانهزم ولم يفلت من التتر إال األقل». ولعل من المميزات الثابتة للثقافة القندهارية حماية الغريب، والدفاع من سبتمبر/ 11 عن الخائف الطريد؛ فمنذ أيام األمويين وحتى أحداث

.474 ، الروض المعطار في خبر األقطار، ي الحمير ((( .469 / 1 ، نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق اإلدريسي، ((( .590 / 5 ، المبتدأ والخبر ابن خلدون، ديوان (((

55

Made with FlippingBook Online newsletter