حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

أيلــول، اشــتهرت المناطق المحاذية لقندهار بأنهــا قلعة للطريد ومأوى للخائف، بسبب الثقاقة االجتماعية المقدِّسة لحماية الملهوف المستجير. يروي أحد أنصار الثوار على العباسيين قصة أخذه ألحد المطارَدين إلى المنطقة فيقول: «دخلنا قندهار فأحللته قلعة ال يرومها رائمٌ، وال يطير بهــا طائر... فنزلنا بين ظهراني قــوم (..) يطرد أحدُهم األرنب فتَضيف . ( (( تكون ضيفة) قصر صاحبه، فيمنعها ويقول: أتطلب جاري؟! =( م) فيؤكد هــذه الخاصية ألهل 1283 هـ/ 682 أمــا القزوينــي (ت المنطقــة، مضيفــا إليها بعدا آخر وهو الحاســة الدينيــة القوية المندفعة للتغيير حتى ولو قادت إلى المهالك؛ فهم معروفون بـ«مســارعتهم إلى إغاثة اللهيف، ومؤاساة الضعيف، وأمرِهم بالمعروف ونهيِهم عن المنكر، ( (( ولو كان فيه جدع األنوف»! ولذا ظلت هذه المنطقة مشــهورة بإيواء الغريب والدفاع عنه؛ وهو أمر منتشــر في أكناف خراســان كافة، وألصق بمنطقة قندهار ونواحيها خاصة. فعبد الله ابن عباس نها الحسين بن علي عن الذهاب إلى العراق طلبا للنصرة، ونصحه بالتوجه إلى اليمن أو خراسان. وهي نصيحة سياسية منبئة عن معرفة ثقافية وسياسية فذة. فعندما ذهب أحفاد علي بعد عقود إلى اليمين أسسوا ملكا عُمّر أكثر من ألف عام، ولمّا ذهب دعاة الدولة العباســية إلى خراســان عادوا بالنصر المؤزر والرايات السود التي قلبت تحقيق: السيد أحمد صقر، (بيروت: دار مقاتل الطالبيين، أبو الفرج األصبهاني، ((( .270 المعرفة، بيروت) دون تاريخ، ، (بيروت: صادر)، آثار البالد وأخبار العباد زكريا بن محمد بن محمود القزويني، ((( .202 دون تاريخ،

56

Made with FlippingBook Online newsletter