حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

( (( الدولة األموية وأقامت الخالفة العباســية التي «كانت دولة خراسانية»؛ م) الذي يصف أهل خراســان بأنهم 869 هـ/ 255 بعبــارة الجاحظ (ت . ( (( «هم أهل الدعوة [العباسية] ومخرج الدولة» م) 1377 هـ/ 779 وفي القرن الثامن الهجري يحدثنا ابن بطوطة (ت أنــه عندما مر على قندهار قام الحاكم بترك قصره والخروج منه، احتفاء بــه وبالضيوف الذين معه مبالغة في إكرامهــم؛ فقال: «ولما وصلنا إلى قندهار خرج [الحاكم] إلى اســتقبالنا وعظّمنا أشــد التعظيم، وخرج عن وهذا ســلوك منبــئ بعمق ثقافة اإليواء والجوار في ( (( قصره فأنزلنا به». الوسط القندهاري عموما، وهي ثقافة ما زالت ملموسة في تلك المناطق انعكاس لهذا 2001 إلى اليوم. ولعل كل ما مرت به أفغانستان منذ العام التمسك االستثنائي بفلسفة إيواء الطريد وتأمين الخائف. هــذه المدينــة -ذات العمــق الحضــاري والخصائــص التاريخية واالجتماعيــة المبيّنة أعاله- هي التي خــرج منها كثير من قادة طالبان. كما كانت أرضها خميرة ثقافية تشــكلت فيها النواة األولى للحركة التي ســتناجز األمريكيين حتى النهاية، مبرهنة مجددا على صحة ما ســجله م): 689 هـ/ 69 ألهلها قديما الشاعر العربي يزيد بن مفرّغ الحميري (ت كم بالدروب وأرض السّند من قَدَم ومن جماجم صرعَى ليتهم قُبروا بقندهــار، ومــن تُكتــب منيّتــه بقندهــار يُرجَّم دونــه الخَبر! هـ، 1423 ، (بيروت: دار ومكتبة الهالل)، البيان والتبين الجاحظ، أبو عثمان ((( .237 / 3 .485 / 1 ، الرسائل السياسية عمرو بن بحر الجاحظ، ((( ، تحفة النظار في غرائب األمصار وعجائب األسفار محمد بن عبد الله ابن بطوطة، ((( .428 / 2 (بيروت: دار الشرق العربي)، دون تاريخ،

57

Made with FlippingBook Online newsletter