حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

( (( 1994 عمر وعشــرات الرجال في المسجد األحمر بسنجيسار خريف واتفقوا على إعالن الميالد الرسمي للحركة. وُلدت طالبان من رحم المجتمع البشــتوني والدة طبيعية باعتبارها إجابة عملية على االنفالت األمني المخيف؛ فلم تولد مشــروعا سياسيا ذا رؤية فكرية أو سياســية متبصرة، وال خطّط مؤسســوها لحكم البالد وإخضاع بقية أفغانستان، بل كانت إجابة أمنية مجتمعية، ال غير. فظهرت لتأمين الممتلكات واألرواح والشــوارع واألسواق وحفظ األعراض في مجتمــع قبلي محافظ، ثم إنها نبتــت في بيئة يحترمها األفغان وهي بيئة المدارس اإلســ مية، وحمل رســالتها شيوخ المدارس في بلد «للعلماء كما يقول جمال الدين األفغاني. ( (( فيه شأن عظيم» ولــذا ما كادت بذرتها األولى تظهر حتى بدأت األحياء في قندهار تستدعيها وتسلمها مفاتيحها تباعا. كان أول عمــل ينتظر الحركة الوليدة محاولة الســيطرة على بعض نقاط التفتيش المنتشــرة في كل ركــن. وكانت نقاط التفتيش هذه مكانا للرعــب؛ حيث يقوم المســلحون المشــرفون عليها بابتــزاز المارة، أو االعتداء على أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم. فقامت الحركة بمهاجمة عدة حواجز يسيطر عليها قادة مليشيات، وبدأت تغنم السالح والعتاد بعد أن كان قادتها ألسابيع ال يملكون إال دراجة نارية واحدة تبرع بها المال . ( (( عبد الستار أخوند، وكانوا يسمونها «دبابة اإلسالم» ، (بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع حياتي مع طالبان عبد السالم ضعيف، ((( .147 والنشر)، دون تاريخ، .15 تتمة البيان، األفغاني، ((( .151 ، ، حياتي مع طالبان عبد السالم ضعيف (((

62

Made with FlippingBook Online newsletter