حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

قامت الحركة في أســابيعها األولى بتأمين المناطق التي اســتولت عليها ولم تطلب ماال من أحد، وأصبح البشــتون يأمنون على بناتهم أن يســرن في الشــارع ألول مرة منذ فترة طويلة. وهكذا قاد هذا األسلوب إلى احتضان شــعبي هائل لحركة المال عمر ورفاقه. ولعل القصة التالية التي يوردها عبد السالم ضعيف -أحد مؤسسي الحركة- دالة على عمق الترحيب الذي القته من مجتمعها: «ذات يوم وصل أحد الرجال إلى الحاجز يجر كيسا من المال خلفه. قدمه لنا ففتحناه وبدأنا نعد النقود. فاق المبلغ التســعين مليون أفغاني! وهو مبلغ خيالي في تلك المرحلة لم نكن نحلم بالحصول عليه. أدهشنا ســخاء الرجل، وعرضنا عليه وصال باألموال التي تبرع بها، والمعروف الذي أسدى لنا. رفض الرجل قائال: «تبرعت بهذا المال لوجه الله تعالى وحــده، وال أريد ألحد أن يعلــم بما صنعت. ال حاجة لي بوصل، وال . ( (( أرغب في اإلعالن عن اسمي»» بعد فترة وجيزة من ظهور طلبان ونجاحاتها المفاجئة بدأت باكستان تدخل على الخط مســتثمرة فيها، وكانت إســ م آباد مســكونة سياسيا بهاجســيْن أساســيين: تريد طريقا تجاريا مفتوحا لوسط آسيا، وهذا أمر مســتحيل مع غياب األمن داخل أفغانستان لكون الطريق المؤدي لوسط آســيا يمــر كله عبر األراضــي األفغانية. أما الهاجس الثاني فهو ســعي باكســتان لوجود حكومة بشــتونية في كابل، تعين على احتواء البشــتون الباكستانيين. ولهذا السبب وحده ظلت طيلة الفترة الماضية تدعم الزعيم البشتوني قلب الدين حكمتيار الذي كان أحد كبار قادة الجهاد األفغاني، .152 حياتي مع طالبان عبد السالم ضعيف، (((

63

Made with FlippingBook Online newsletter