حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

ونصــف قرن. كانت هذه العباءة النبوية -على ما يعتقده األفغان- هدية م). ومنذ 1772 من أمير بخاري لألمير األفغاني أحمد شاه دوراني (ت تلك اللحظة وهي تتوارث باتفاقيات مجتمعية ال تنخرم أبدا. فيما بعدُ- مشهد أخذ المال عمر للعباءة في مقابلته – يروي شوالي مــع نيويــورك تايمز؛ فيقول: «عندما دخل المال إلى المزار ووقعت عينه على البردة ارتعد! وعندما أراد الصالة أخطأ القبلة -لشدة ارتباكه- فاتجه ( (( جنوبا، فأمسكته ووجهته جهة مكة». أخذ المال عمر البردة ثم أعلن -عبر إذاعة «صوت الشريعة» التابعة لحركتــه- دعــوة الناس لرؤية بردة النبي صلى الله عليه وســلم. وهكذا تقاطر الناس من عدة مدن آتين لرؤية العباءة التي لم تخرج طيلة المائتين والخمسين سنة الماضية إال مرتيْن؛ يوم حاول الملك أمان الله خان (ت . ( (( 1939 م) حشد القبائل للقتال، ويوم انتشر الوباء في قندهار عام 1960 ؛ أطل المال محمد عمر 1996 وفي صباح الرابع من إبريل/نيسان من فوق سقف بناية بينما كان العلماء المؤتمرون ينظرون إليه. وقف وبدأ يتحدث وهو ملتف بما دُعي عباءة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رفعها ليراها الناس، فارتفعت األصوات، وسُــمع النشــيج في أطراف المكان، ورمى رجال عمائمهم وطواقيهم في محاولة لمالمســة بعض مالبســهم لمالبس النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ارتفعت األصوات صارخة: - أمير المؤمنين! أمير المؤمنين! .2021 ديسمبر/كانون األول، 19 انظر المقابلة في نيويورك تايمز يوم ((( (https://www.nytimes.com/200119/12//international/asia/a-tale-of-the- mullah-and-muhammads-amazing-cloak.html) (2) Rashid, Taliban , 20.

67

Made with FlippingBook Online newsletter