حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

من االستسالم للغزاة المغتصبين. ثم بين أن على المجاهدين أن يخرجوا إلى الجبال والقرى والصحاري إذا تمكن األمريكيون من دخول قندهار. تحدث عمر دون أن يعطي فرصة ألي طريق غير النزال. توترت الجلسة، وزاد مــن توترها أن القصف لمــكان المجتمعين محتمل في أي لحظة. فالواليــات المتحدة تواصل غاراتها، وتجمع المعلومات عن أي اجتماع قــد يحضــره قادة من طالبان. وكان على الجميع اتخاذ قرار مصيري في وقت قياسي وجو متوتر، يخيم عليه الخوف من الطائرات األمريكية. بعد نقاش؛ اقترح عضو القيادة العسكرية لطالبان المال عبد الرزاق راكتــي وآخرون أن تســمح طالبان لبعض قادة القبائــل المقربين منها بالعمل مع األمريكيين، ليكونوا ســندا للحركة الحقا أثناء الجهاد. لكن المال عمر تدخل رافضا الفكرة وقال: كيف نســمح لرجالنا بالعمل مع المحتلين المعتدين؟ على األمريكيين أن يعيّنوا رجالهم الذين سيحاربهم المجتمع بعدُ. بعــد أخذ ورد تبين للمال عمر أن معظم الحاضرين يرجحون عدم القتــال. طلــب ورقة وقلما وكتب تفويضا بنقــل صالحياته لوزير دفاعه المال عبيد الله. ثم وقف والتفت -قبل خروجه من الباب- سائال: هل تفهمون داللة ذلك؟ هل تفهمون داللة قراركم؟ هــز الرجال رؤوسَــهم باإلجابة واضعين أيديهــم على صدورهم، وخرج المال محمد عمر إلى ظالم قندهار وهو يســمع أصداء القصف الذي ال يكاد يتوقف عن العاصمة الروحية لخالفته. خرج معه قادة قليلون ممن يرون رأيه في استمرار الجهاد من أبرزهم المال عبد الرازق نفيسي.

71

Made with FlippingBook Online newsletter