حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

ظل المال عمر أياما في قندهار مشــرفا على مقاتليه المشتبكين مع القوات البشــتونية التي يقودها أحمد كرزاي وحامد كرزاي. لكن المال عبد الرازق نفيســي وآخرين قالوا لعمر إن األمريكيين سيبذلون قصارى جهدهم العتقاله. وأنه ال بقاء لروح الجهاد إذا اعتُقل «أمير المؤمنين» في هذه الظروف؛ فالحفاظ على حياته ضروري للحفاظ على جذوة الجهاد حية في الصدور. وقــد أخبرني مدير مكتبه يومَها ســيد طيب آغا أنه ذهب إلى أمير المؤمنين حيث كان «جالســا في المســجد لحظة قصف مطار قندهار. جئتُه في المسجد بعد صالة العشاء، وجلسنا نناقش ما علينا فعله لتأمينه. انصب رأينا على أن يخرج لالختفاء، لكنه رفض بداية مقترِحا أن يظل في بيته مشــرفا على الجهاد حتى االستشــهاد. وبعد أخذ ورد اقتنع بضرورة الخروج. لكنه اقترح أن يذهب إلى الجبال حيث توجد بيوت وأنفاق كنا قد أعددناها. اعترضنا أيضا على ذهابه للجبال النكشافها أمام األمريكيين الذيــن يصورونها دوما. ثــم اقترحنا أن يختفي في إحدى القرى، فوافق . ( (( على ذلك وطلب من الجميع التفرق مثنى وفرادى» ؛ 2001 قبل ســقوط قندهار بيوم واحد نهاية ديسمبر/كانون األول خــرج المــ عمر خفية مع مرافقيْن واختفى عن أنظار العالم إلى األبد، اختفى عن عيون الدنيا التي كانت تبحث عنه. فمنذ خروجه في ســيارة تويوتا بيضاء صغيرة من الحواري الخلفية لقندهار؛ لم تلحظه عين مخبر وال التقطته عدسة قمر اصطناعي. 29 من مقابلتي الخاصة مع مدير مكتب المال عمر يومها سيد طيب آغا بتاريخ ((( .2021 سبتمبر /أيلول

72

Made with FlippingBook Online newsletter