تحركــت التويوتا البيضــاء حاملة في كرســيها الخلفي واحدا من أهم المطلوبين في التاريخ السياسي المعاصر. ذلك الرجل -ذو الواحد الذي رصدت الواليات المتحدة عشــرة ماليين –ٍ واألربعين عاما يومئذ دوالر لمن يدلي عنه بمعلومات. ســافر المــ عمر ورفاقه يومين كاملين حتــى وصلوا والية زابل؛ مائتي كيلومتر شمال شرق قندهار. كانت الطريق مخوفة لكثرة الوشايات، وانتشار المؤيدين لحامد كرزاي، أو الباحثين عمن يباع للقوات األمريكية. في هذه الظروف دخل المال ورفيقاه إلى مدينة «قلعة خلجي» أو «قالتي غيلجــي». غيــر أنهم ما إن وصلــوا المدينة حتى تعطــل أحد إطارات ســيارتهم. نزلوا إلصالح اإلطار فبــدأ الفضوليون يتجمعون كعادة أهل المدن الداخلية في أفغانستان. أصلحوا اإلطار عجِلين مخافة أن ترقبهم عين أو تســمع بهم أذن، وانطلقوا بعد نصف ســاعة قاصدين قرية بمنطقة سُــورَيْ. كان المرافق الرئيســي للمال عمر شــابا متصوفا -وفقا للمنهج الطالباني الديوبندي- يدعــى عبد الجبار عمري. وصلوا إلــى إحدى القرى وبقوا أياما بمنزل رجــل يدعى شــير علي. ثــم تحولوا إلى بيت شــقيقة المال عمر بقرية «شنكي»، حيث بقوا أياما في ضيافتها هي وزوجها مولوي عبد الرحمن. كانت الخطة األمنية في هذه الفترة تقتضي دوام تغيير المسكن حتى تتضح األمور ويرتب منزل مستقر للمال عمر. بقــي المال عمر أياما في بيــت أخته ثم تحول بعد ذلك إلى منزل مولوي أكرم داخل قرية شــنكي. وبعد نحو أســبوع قرروا إخراجه من
73
Made with FlippingBook Online newsletter