مرافقاه يحمالن أســلحة خفيفــة. كان الجو باردا جدا، فظهر المال عمر «فــي معطــف أســود وعمامة رمادية علــى غير عادته، بل لعله لبســها للضرورة األمنية. ألن عادته لبس العمامة الســوداء مثل العلماء وطالب العلم»؛ حسب عبد األحد. تحدث عمر إلى القادة طالبا منهم أال يســلموا أسلحتهم أبدا، وإذا تحتّــم عليهــم ذلك فعليهم تســليمها لرجال القبائــل ال لألمريكيين أو أتباعهم. واصل عمر حديثه وتنســيقه مــع قادته بينما قُدِّمت للحاضرين كؤوس الشاي األخضر، والمكسرات المختلفة، وبعض العصائر المحلية. وكان من بين الحضور عبد الرازق نفيســي، وكبير قادة طالبان في والية زابل المال روزي خان، والمال محمد علي، وبدأ التخطيط معهم لشــن هجمــات على األمريكيين رغم عدد المقاتليــن القليل. لم يكتف المال عمر في هذه المرحلة بالتخطيط والتوجيه بل انخرط شخصيا في مناجزة األمريكيين. غير أن القادة طلبوا منه الحقا التوقف عن القتال خوفا عليه، وأقنعــوه بأن غَناءَه جنديــا ال يكافئ بالءَه قائدا مُوجِّهــا وخزّانا معنويا ألتباعــه. نجحــوا في حمله على البقاء في بيــت عبد الصمد على أال . ( (( يخرج منه إال للضرورة القصوى تــواري المال عمر داخل ذلك البيت الواقع قرب مقر والي المدينة المعروف بعدائه لطالبان. ولم يخبر األستاذ عبد الصمد أحدا من أسرته -غير زوجته- بهوية الضيف الذي يعيش بين أســوار منزلها. بل اكتفى بتحذيــر أســرته من أن هذا الضيف رجل مهم مــن طالبان، وأن عليهم كتمان أمره وعدم الحديث عن وجوده مع أي كان. ثم واصل عبد الصمد من مقابلتي مع مع أمين الشؤون العسكرية للمال عمر، عبد األحد جهانغير والْ. (((
76
Made with FlippingBook Online newsletter