يومياته سائقا لألجرة في المنطقة، بينما تشابهت أيام المال عمر وحارسه عبد الجبار. كان عبــد الصمــد يغدو ويروح من منزله إلى القرى القريبة عامال، وكان يسمع صخب العالم المتحدث عن الرجل الذي يعيش في منزله. أمــا عبد الجبــار فكان ال يفارق المال عمر إال نادرا. يتقاســمان الغرفة الواحــدة وأحيانــا ال يتحدثان يوما كامال. فعمــر رجل صموت هادئ، دائم التفكير والصالة والدعاء «وهو ولي من أولياء الله»؛ كما يصفه عبد الجبار. كان يوزع وقته بين الصالة والقراءة، والجلوس ســاعات طويلة وظهره مُسْنَد إلى الجدار. يحكي عبد الجبار أنه دخل عليه مرة فوجده ساكنا ال يتحرك ورأسه مســند إلى الجدار وعيناه مغمضتان. ناداه فلــم يجبه، عندها خُيِّل لعبد الجبار أن مكروها أصابه فأمسكه وهزه فاستيقظ وفتح عينيه ونهره. وبعد يوم جاء عمر إلى عبد الجبار معتذرا عن نهره إياه، مبينا أنه كان غارقا في ملكوت الله، متأمال السماوات واألرضين واألنجم والمجرات السابحات . ( (( الداالت على قدرة الخالق، مما أفقده تركيزه ووعيه يقول عبد الجبار إنهما شــعرا بأمان نســبي في هذه المنطقة خالل الســنوات الثالث األولى مــن إقامتهما فيها بمنطقــة «خورا» بضواحي ســوري. فقد كان الحضور العســكري الغربي محدودا، ومقتصرا على كتائــب تأتــي من قندهار لتقوم بمهمات ليوم أو يومين ثم تعود. غير أن حين نجحت طالبان في 2004 الوضــع األمنــي بدأ يتوتر ابتداء من عام إعــادة ترتيب صفوفها والقيام بعمليات نوعية ضد األمريكيين. وقال لي (1) Bette Dam, The Secret Life Of Mulla Omer , Zomia Center, n.p: n.d, 15 .
77
Made with FlippingBook Online newsletter