قبل
عندما تحركت الدبابات الســوفيتية جنوبا لغزو أفغانســتان مســاء ؛ كان كاتــب هــذه الحروف رضيعا. 1979 ديســمبر/كانون األول 24 ومنذ تلك اللحظة وأفغانســتان ساحة حرب ومكايدة بين اإلمبراطوريات المتشاكســة. فلم تعرف أرض األفغان استقرارا في تاريخها الحديث إال ، وذلك المساء الشاتي الذي بيّتتْها 1919 ما بين اســتقاللها عن اإلنكليز فيه دبابات الجيش األحمر. غيــر أن الصراع على أفغانســتان أخذ منعرجــا ملحميا يوم غدت ســفوحُها ووهادُها مســرحا ألقوى قوة في التاريخ الحديث: الواليات المتحــدة األمريكية. فمنذ عبرت المقاتالت األمريكية جبال الهندوكوش عادت أفغانستان مرة أخرى 2001 مساء السابع من ديسمبر/كانون األول لفصل آخر من فصولها مع الغزاة. لقد كانت هذه الحقائق في ذهني وأنا أحزم حقائبي مســافرا إليها، موفــدا من قناة الجزيرة لتغطيــة خروج األمريكيين منها، ودخول طالبان إلــى عاصمتهــا. كنت أستشــعر أنني أكتب األحــرف األولى من تاريخ صحفــي ســيبقى. كما كنت أحس، وأنا أجول بيــن مدنها وقراها، ذلك الدبيب الداخلي المنعش الذي يستشعره كل مؤرخ، أو واع بالتاريخ في األماكن المفعمة بالعنفوان الحضاري. فليست جبال أفغانستان مكانا رماديا
7ُ
Made with FlippingBook Online newsletter