الخــروج منهــا، حتى علّق أحد رفاقه ضاحكا: «كأن وزننا قد زاد خالل الدقائــق الماضيــة، أو إن الخوف خفّف أوزاننا أثنــاء الهرب فلم ننتبه لضيق القنوات»! لقد كان المال عمر طيلة اختفائه مشــرفا على الحركة وموجها لها، ؛ حسب مدير مكتبه سيد ( (( ومتابعا لكافة التفاصيل رغم المخاطر األمنية – طيــب آغا. يقول طيب في مقابلتي معه: «لقد كان األمير أكثر األمراء الذين أتوا بعده- فعالية ومتابعة للتفاصيل حتى أثناء اختفائه. فال تُرسل له رسالة إال رد عليك. نعم، قد يتأخر الرد -بسبب الظروف األمنية- لكنه سيرد ال محالة». كانت صيغة التواصل بين عمر وأتباعه في هذه المرحلة بإحدى ثالث طرق؛ فإما أن يكتب بيده ما يود إيصاله، أو يسجل بصوته على شريط كاسيت يحمله ثقة، أو يكتفي أحايين برسالة شفهية. األطباء الوهميون فــي فترة اختفاء المال هذه على ضفــاف النهر الصغير، لم تتوقف الجهــود األمريكيــة واألفغانيــة عن البحــث عنه. فقد وصلــت تقارير اســتخباراتية إلى الرئيس األفغاني حامد كرزاي تجزم بوجود المال عمر في منطقة زابل. فأخبر كرزاي األمريكيين طالبا منهم تكثيف البحث عنه في المنطقة، لكنهم لم يفلعوا لعدم ثقتهم في اســتخبارات كرزاي. وبعد ذكرت الصحفية الهولندية بتي دام -نقال عن عبد الجبار عمري- أن عمر «كان ((( منعزال عن العالم فترة اختفائه كلها، وال صلة له بأي شيء إطالقا، وال دخل له في أي مقاومة أو توجيه. بل كان شغله الوحيد البقاء على قيد الحياة والصالة وقراءة القرآن والحديث». وهذا غير دقيق حتما كما تبينه مقابالتنا مع المقربين منه، وكما يثبته الكتاب الذي ألفته حركة طالبان عن حياته.
81
Made with FlippingBook Online newsletter