حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

بدأ كثير من األفغان يضيق بما رآه من فســاد حكومة كرزاي، ووحشــية المدنيين. فشــرع كثيــرون في إعالن والئهم األمريكييــن المريعة بحق لطالبــان، وأمســى القرويون أكثر جرأة على حمايــة المقاتلين ودعمهم وإيوائهم وتقديم التموين لهم. وفي هذه الفترة لم يعد ســرا لدى جيران المال عمر وعبد الجبار أن ذلك البيت الطيني يســكنه أفراد مهمون من طالبــان، مما جعل بعضهم يأتي بالطعام أحيانا إلى المنزل الذي يتوارى . ( (( فيه المال عمر تعاقبت ثماني سنوات على هذا الرجل ذي األنف المتوسط والشعر الكث، وهو ال يكاد يخرج من خُصه ذلك. كان عبد الجبار يسافر شهريا لزيــارة عائلتــه ويترك األمير رفقة عبد الصمد، أما هــو فلم تلِن له قناة فــي اتباع اإلجراءات األمنية الصارمة. ولعــل مواقفه الدينية من الصور والتصوير ساهمت في عدم انكشاف هويته، فال يستغرب أن يكون الناس العاديون رأوه مرارا دون أن يدور بخلد أي منهم أن هذا هو الرجل الذي يبحث عنه العالم. لقد كان عمر مؤمنا بعدم حلّيّة التصوير شــرعا إال للضرورة؛ ولذا ال توجــد له إال صور محدودة جدا، أشــهرها تلك الصورة الملتقطة له أثناء تنصيبه أميرا للمؤمنين في قندهار، وقد قاطع الصحفي الباكســتاني الذي أخذها دون إذن منه. ويروي المبعوث األممي السابق إلى أفغانستان الدبلوماسي الجزائري األخضر اإلبراهيمي قصة ذات داللة في هذا اإلطار؛ فقد جاء إلى القنصلية الباكستانية في قندهار لالجتماع مع المال قبل الغزو األمريكي ألفغانستان، لكنهما ما إن دخال غرفة االجتماع حتى خرج عمر م) 1948 بحجة وجود صورة مؤســس باكســتان محمد علي جناح (ت من مقابلتي مع عبد األحد جهانغير وال السكرتير العسكري للمال عمر. (((

84

Made with FlippingBook Online newsletter