حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

معلقة عل الجدار. لكن الباكســتانيين رفضوا إزاحة الصورة المتناع ذلك . ( (( دبلوماسيا. اقترح اإلبراهيمي تغطيتها بقماش فرضي المال بذلك وال شك أن ليالي طواال مرت على المال عمر وهو غارق في تأمل سيرته ومسيرته على ضفاف ذلك النهر الهادئ داخل خُصّه الصغير، وأنه وجد الوقت الكافي لتأمل حياته وحياة رفاقه طيلة األعوام الطويلة الماضية. املؤمن الصلب لم يتميز المال عمر بشيء تميزه بالصالبة الشديدة، واإليمان العميق الذي ال تؤثر فيه األيام واألحداث. فمنذ عرفه رفاقه شــابا متحمســا في التاســعة عشــرة من عمره لم تفارقه خاصية من تلك الخصائص. فعندما التحق 1979 ديسمبر/كانون األول عام 25 غزا السوفيات أفغانستان في المال عمر بالجهاد ولمّا يُكْمل عامه العشــرين، فاشتهر بالبسالة الميدانية حتى إنه عندما فقد عينه في القتال ســرت شــائعة بين المجاهدين تقول إنه اقتلعها -غير آبهٍ- لحظة إصابتها وواصل الجهاد. هذه الخصائص النفســية هي التي رشــحته للزعامة بين رفاقه؛ فما هو بعالم، وال بمتحدث آســر، وال بمنحدر من أســرة حكم. فقد كان والده معلما بسيطا، توفي عنه صغيرا فرباه عمه الذي تزوج أمه كما هي عادة البشتون. وقد سألت شخصيات ممن احتكّوا بالمال عمر -في ظروف مختلفة وأزمان متطاولة- عن أســباب زعامته وسر جاذبيته، فاتفقوا على صفات ردوا إليها أسباب تعلق مرؤوسيه به. فقد قال لي شير محمد عباس نائب ، (بيروت: دار لبنان صيف أفغانستان الطويل: من الجهاد إلى اإلمارة أحمد زيدان، ((( .365 ، 2021 للطباعة والنشر)،

85

Made with FlippingBook Online newsletter