الدين والفروسية، وكان راضيا بأن يفقد سلطانه وحكومته مقابل الوقوف عند ما يراه حقا وأخالقا. ولم ينقل عنه أي ممن عايشــوه -في ســنوات اختبائه الطويلة- ندمَه على ذلك القرار حتى وافاه األجل. نهاية حكاية ربمــا كان مــن أســباب عدم الكشــف عن مكان المــ عمر ثقة االســتخبارات األمريكية بفراره إلى باكســتان؛ إذ كانت واشنطن مقتنعة بأن الرجل محمي في منزل تابع لالســتخبارات الباكســتانية. بل إن أحد كتــاب مجلــة «نيويوركر» قام بتحقيق صحفــي قبل عام واحد من وفاة المال عمر، تحدث فيه مع اثني عشر مسؤوال أمنيا أمريكيا فأجمعوا كلهم . بل ( (( على أن المال عمر «تحت ما يشــبه اإلقامة الجبرية في باكســتان» إن القدرة الفائقة لطالبان في إخفاء زعيمها برزت في مواصلة األمريكيين الحديث عن وجوده في باكســتان مدة عامين بعد وفاته. فعندما أعلنت الحكومة األفغانية وفاته؛ صرح مدير وكالة االستخبارات المركزية حينها ديفيد بترويس بأنه ال يشك في أن المال توفي بباكستان، وأنه كان موجودا . ( (( بمنطقة كراتشي، ويرجح أن يكون توفي بأحد مستشفياتها ومــن الطريــف أن الحركة لم تنجح فقط في إخفاء المال عمر حيا عــن أعدائــه، بل نجحت كذلك في إخفاء وفاته عن أعدائه وأتباعه معا. فعندما توفي الرجل اجتمع القادة وناقشوا إعالن وفاته، ثم رأوا أن يبقوا (1) https://www.newyorker.com/magazine/201223/01//looking-for- mullah-omar https://www.youtube. يمكن االستماع لتصريح ديفيد بترويس على الرابط التالي: ((( )2021 نوفمبر/تشرين الثاني 01 (أخذ الرابط يوم com/watch?v=l76Qolyyx4k
91
Made with FlippingBook Online newsletter