حجر الأرض: صراع الغزاة والحماة في أفغانستان

ليلة البارود

«لو لم يبق لإلسالم يف الدينا عرق ينبِض، لرأيت عرقَه بين سكان جبال الهماليا والهندوكوش نابضا، وعزمَه هناك ناهضا.» شكيب أرسالن

يوما عاديا كغيره من 2021 من أغســطس/آب 15 بدا يوم األحد أيام مدينة كابل؛ فهو اليوم الثاني من أيام العمل بعد عطلة نهاية األسبوع يومي الخميس والجمعة. ضجت شوارع حي «بولي جرْخي» الواقع شرقي كابل بالحركة. فبدت الشوارع مليئة بسيارات األجرة، والباعة المتجولين المنادين على بضائعهم، وظهرت في األفق جبال كابل ساكنة كأنها الجزء عاما. 41 الوحيد الثابت في هذه المدينة التي لم تعرف االستقرار منذ اندفعت دراجة وسط الشارع الرئيسي في بولي جرخي مسرعة وعلى متنها شــاب حنطي اللون معتدل الجســم، يرتدي مالبس أفغانية شبابية أنيقة: قميص وســروال أزرقان، وصدرية داكنة. كانت عيناه الســوداوان تحدقان في جنبات الشوارع تتفحصان كل شيء كعيني صقر من صقور الجنوب األفغاني. يتأمل األزقة الضيقة، ويتفحص الواقفين أمام المقرات الحكومية، ويندس بين كل تجمع الفت ليقف على طبيعته. كلما أسرع أو لف لفة سريعة بدراجته سقطت سماعة الهاتف المندسة في أذنه اليسرى. تجاوز السوق المركزي للحي، ورفع السرعة طالعا مع المساكن المتسلقة فــوق الجبل، انهمــرت الدموع من عينه حتى اضطربت رؤيته لألشــياء

97

Made with FlippingBook Online newsletter