لمكانتها الريادية في هذا المجال. ويسعى القطاع الرقمي إلى دعم المواقع والخدمات الرقمية لكل مكونات الشــبكة، وتجاوز ما كان من تشــتت وتباين في الاهتمام بهذا المجال بين إدارة وأخرى. كما يعمل هذا القطاع على توحيد نظم النشــر في الجزيرة بعدما كانت هناك ســتة أنظمة أو شــبه أنظمة تدير مواقع الشبكة المختلفة. ومن شأن تأسيس القطاع الرقمي أيضًا أن يخفف كثيرًا من التكاليف، ويعزز دور الشبكة في عالم ســريع التطور صعب الملاحقة، من خلال إطــ ق المزيد من المبادرات والخدمات الرقمية واحتضانها ورعايتها. فقد أشرف القطاع الرقمي منذ تأسيسه على إنتاج وتكوين منصة رقمية، تُقدّم محتواها للجمهور بســت 40 شــبكة من المنصات تجاوز عددها لغات مختلفة. خاتمة إذا كانــت تحولات البيئة الرقمية قــد جعلت الإعلام الرقمي يحتلّ موقعًا بارزًا ومؤثرًا في الخريطة الإعلامية العالمية، ودفعت بالمؤسسات الإعلامية الكبرى لمواكبة متغيرات هذه البيئة ومتطلباتها، والانتباه إلى ضرورة الحضور الإلكتروني على شــبكة الويب لتلبية احتياجات الجيل الرقمي الجديد، والحفاظ على موقعها في هذه الخريطة بالتكيّف التقني مع مبتكرات تكنولوجيا الإعلام والاتصال، فإن ذلك لم يكن هو واقع حال شــبكة الجزيرة الإعلامية. فقد كانت المؤسســة، قبل تحوّلها شــبكة، تملك منذ نشــأتها أسسًــا لرؤية مستقبلية، يمكن تسميتها بالعقل الرقمي. وهو نسق فكري رقمي يشتغل من داخل البيئة الرقمية وروح العصر الرقمي وضروراته وليس من خارجهما، ساعيًا وباحثًا عن الحضور الإلكتروني في هذه البيئة بإنشاء المنصات الرقمية للوصول برســالتها إلى أكبر شريحة من الزوار ومتصفحي مواقع الشبكة عبر مختلف الوسائط. فقد كانت الجزيرة تدرك هذه الحتمية الرقمية وضروراتها التي غيرّت السلوك الاتصالي للأفراد مع تغير تفضيلاتهم لوسائل الاتصال والمحتوى باستمرار، فاندمجت مع هذه الروح. وكانت الفلســفة التي تحرك مؤسســة الجزيرة في تعدد مشــاريعها الإعلامية (المواقــع الإخباريــة) وتنوع مبتكراتهــا الرقمية، تقوم على التنويــر بأبعاده المتعددة (المعرفــي والثقافي والتعليمي/التكويني والاجتماعي...). وهو جهد متواصل يُســهم في توســيع دائرة التأثير في المجال العام. وكانت النقلات في التوســع الرقمي مناسبة للظرف الزماني، واكبتها الشبكة فنيّا وتحريريّا من موقع المبادرة والريادة. ولعل ذلك ما جعل المنصات الرقمية للشبكة تحظى بتقدير الهيئات والمنظمات المهنية والمؤسسات البحثية العالمية.
106
Made with FlippingBook Online newsletter