، انطلاقًا من 1996 بدأت الجزيرة بثّها في الأول من نوفمبر/تشــرين الثاني عام العاصمة القطرية، الدوحة. ومنذ البداية، ظهرت الشــخصية المختلفة للقناة، بوصفها قناة متخصصة في تقديم الأخبار، ومعالجة قضايا الســاعة، إلى جانب إنتاج وعرض عملية تجديد لافتة للأنظار في مجالي " الوثائقيات. واتضح ذلك عبر إحداث الجزيرة البث والتقارير، بعرض برامج من العيار الثقيل، وتغطيات إخبارية غير خاضعة للرقابة، وحوارات سياسية ساخنة، وتقارير من أرض الواقع. كما قدمت برامج جديدة، وأسست لنماذج برامجية عبر بث غالبية برامجها حية وعلى الهواء، وإشراك المشاهدين وإبراز . كما تبنّت إدارة الجزيرة جــدوً إخباريًا مخالفًا لذلك ((( " أصــوات الناس العادييــن الســائد في القنوات التليفزيونية العربية الأخرى، عبر التزامها بتقديم الأخبار بالاستناد إلى أهميتها. وبُنيت هذه السياسة التحريرية على يد مجموعة من الصحفيين المحترفين العارفيــن بالخصوصيــات المحلية للبيئة التي يعملون فيهــا. وبفضل دعم مالي أمّنته مليون دولار أميركي، وســط انعدام للرقابة 137 الدولــة القطرية، بلغت قيمته حوالي علــى البرامــج والأخبار. ويلخّص إبراهيم هلال، الصحفــي الذي كان ضمن الفريق المؤســس، صورة بيئة العمل التي وُلدت فيها الجزيرة بما قاله محمد جاســم العلي، المدير الأســبق للقناة، عند لقائه مجموعة صغيرة من صحفيي ومذيعي البي بي ســي انسوا " . يروي هلال أن العلي قال للفريق المؤسس: 1996 القادمين من لندن، صيف أنكم في دولة خليجية، تخيّلوا أنكم لا تزالون في لندن. ثم قال: لا، تخيّلوا أنكم على سطح المريخ. فقط عليكم بالدقة في جمع الأخبار من مصادر موثوقة، ثم عرض كل . ((( " الآراء، والالتزام بشعار الرأي والرأي الآخر، ما تبقّى من أمور اتركوها علينا ارتبطت الانطلاقة القوية للجزيرة بمجموعة مركبة من العوامل. منها ما هو متصل بالقنــاة ذاتها، مثل قوة الرســالة التي حملتها (الرأي والــرأي الآخر)، وحرية التغطية المتاحة لها، ثم انعدام فرص الارتهان لممولين ذوي مصالح تجارية، واعتمادها على صحفييــن مهنيين قدّموا برامــج وخدمات إخبارية عالية الجودة. وفي الجانب التقني، أُتيح للجزيرة ابتداء من العام التالي لإنشائها، الوصول إلى جمهور واسع عبر تكنولوجيا البث الفضائي غير المشفّر الذي أمّنه قمرا يوتلسات وعربسات. وقد غطى هذا الأخير مليون كم 13 منطقة للبث تناهز مساحة " إلى جانب الشــرق الأوسط وشــمال إفريقيا Mohamed Zayani and Sofiane Sahraoui, The Culture of Aljazeera: Inside An Arab ((( Media Giant (North Carolina-London: McFarland, 2007), pp. 23-24. داوود محمد تحرير ، الجزيرة تجربة في التليفزيونية الصحافة في " الأخبار غرفة إدارة " ، هلال إبراهيم ((( .349 ص ، 2016 ، الإعلامية الجزيرة شبكة ، التحريرية والمعايير الجودة ضبط إصدارات ، وآخرين
133
Made with FlippingBook Online newsletter