النشرات الإخبارية، لاسيما أخبار النزاعات والحروب والمظاهرات والكوارث...إلخ. المراســل، هو من يروي الخبر من مَنْشَــئِه، نيابة " وله خصوصية لا تتمثّل فقط في أن عن الجزيرة. وهو الذي يظهر بنفسه مؤكدًا حضوره وحضور الجزيرة في عين المكان؛ . ويتجاوز هذا البُعدُ الميداني مفهومَ القرب ((( " ما يرتّب مســؤولية مباشــرة عن الخبر الجغرافي من المتلقي الذي يكون معنيّا بالخبر أو الحدث ليشمل أيضًا القرب النفسي تسمح بتوسيع " السياق " والإنساني، فيكشف سياقات إضافية للأحداث والوقائع. فقيمة حدود الســرد الخبري للحقائق وذلك بتأطيرها في ســياقات محلية وإقليمية ودولية، والبحث في أسبابها وعلاقاتها وأدوار الفاعلين المباشرين وغير المباشرين. ويُمثّــل البعد الجيوسياســي للخبر عنصــرًا جديدًا في مصفوفــة القيم الخبرية للجزيرة. وهذا البُعد لم يجد في أدبيات الإعلام، ولا حتى في المؤسسات الإعلامية الدولية الكبرى، ما يســتحقه من الاهتمام. وقد أدركت الجزيرة منذ لحظة التأســيس، أهميــة البعد الجيوسياســي للأحداث، وقــد تجلى ذلك في نوعيــة تغطياتها البارزة للحرب على أفغانســتان، والانتفاضة الفلســطينية، والحرب علــى العراق، وأحداث الربيــع العربي. فأخبــار النزاعات والصراعات والحروب لا يمكــن النظر إليها بعيدًا عــن تأثيرات الخريطة الجغرافية للواقع وتفاعلات المكان الجغرافي والسياســي. هنا أيضًــا، تميــز النموذج الإخباري للجزيرة بما أوْلته من اهتمام لهذا البعد حيث تتســع التغطية لما هو أبعد من الخبر. فالمجال الجغرافي الذي تجري فيه الأحداث، وأدوار الفاعلين والقوى السياســية المختلفة، ومصالح المحاور الإقليمية والدولية، كما يظهر في بعض النزاعات بالمنطقة العربية والشــرق الأوســط، كل ذلك يكتسي أهمية بالغة، ويمنح التغطية الإخبارية عمقًا وتميزًا نلاحظهما بوضوح في النموذج الإخباري الذي طوّرته الجزيرة. ا: ثقافة إعلامية جديدة ً ثاني تُشــير معظم الدراســات والبحوث التي تناولت التجربة المهنية للجزيرة، والتي إلى ((( " ) 2016 - 1996 دليــل البحــوث الأكاديمية حــول الجزيــرة ( " رصــد بعضهــا خصوصية الحالة الإعلامية التي تُمثّلها هذه المؤسســة. وقد اهتمت تلك الدراســات ص ، 2 ط ، 2015 ، ناشرون - للعلوم العربية الدار ، بيروت ، الإعلامية الجزيرة شبكة ، التحريرية المعايير ((( .62 مركز ، بيروت ، المولى عبد الدين عز إشراف ،) 2016-1996( الجزيرة حول الأكاديمية البحوث دليل ((( .2016 ، ناشرون - للعلوم العربية والدار للدراسات الجزيرة
152
Made with FlippingBook Online newsletter