، فســتجدها في حدها الأقصى، بســبب اهتمام الجمهور العربي بما يحدث 2020 آب . ((( " لأشقائه في السودان. وقد دفعت هذه التغطية العديد من منظمات الإغاثة للتحرك . المرحلة الثانية: مركزية الإنسان في تغطية الحروب 2 بعــد المرحلة الأولى، واصلت الجزيرة توفير منصة لمختلف الأصوات والآراء، منحازة في ذلك إلى الإنســان بقطع النظر عن لونه أو دينه أو موقعه. ولكن، بحكم موقعهــا وعلاقتها الخاصة بمحيطها الإقليمي، وجد فيها المواطن العربي تحديدًا، رئة يتنفس من خلالها بحرية ويعبّر عن رأيه دون رقابة أو ضغط من أية جهة. وفى أعقاب ، قفزت الجزيرة إلى حلبة الســاحة 2001 أحداث الحادي عشــر من ســبتمبر/أيلول الدولية إعلاميّا بتغطيات ميدانية ضخمة ومكثفة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد أفغانستان. وكانت تغطيتها لتلك الحرب من منظور مختلف تمامًا عن ذلك الذي قدّمته الشبكات الدولية المنافسة. وقد ارتكز ذلك المنظور بدرجة أولى، إلى الانحياز للجانب الإنســاني وكشف التأثيرات الكارثية للصراع على المواطن الأفغاني. فكانت القصص الخبرية، بســبب ذلك المنظور، حاضرة وبارزة باســتمرار في تغطية الجزيرة. لقد دشّنت تلك المرحلة الحضور العالمي للجزيرة، ولم يعد دورها قاصرًا على تغيير قواعد اللعبة الإعلامية والسياسية في إقليمها، بل تجاوزه إلى العالم. بتلك التغطية الفريدة والمتميزة للحرب على أفغانســتان، بدأ تألّق الجزيرة على المســتوى العالمي. تجدر الإشــارة إلى أن إدارة القناة في ذلك الوقت، ورغم تعقد الجوانب اللوجستية وارتفاع مستوى الخطورة، تمكّنت من الدفع بستة طواقم عمل إلى ميادين الحرب وجبهاتها المختلفة، في حين عجزت كافة الشبكات الإعلامية الأخرى عن الوصول إلى أيّ منها. في الوقت ذاته، وخلافًا لجميع الشبكات المنافسة، نجحت طواقم الجزيرة الســتة في الوصول إلى أهم المصادر الأفغانية، ســواء داخل فصائل التحالف الشمالي التي انحازت للغزو مثل الطاجيك والأوزبك والهزارا الأفغان، أو في طالبان التي تصدّت للغزو. كانت تلك هي اللحظة التي فرضت فيها الجزيرة شعارها على شاشات الشبكات الدولية المنافسة بعد أن أصبحت مصدرًا للأخبار الحصرية. بالنســبة إلــى المخضرمين من محترفي الإعلام، لا يمكــن لهذا التطور الكبير، والذي بدا مفاجئًا من الظاهر، أن يحدث دون إعداد مسبق وتدريب شاق ومكثّف. من الواضح أن هذا التطور النوعي سبقه استعداد الإدارة لهذه القفزة على مدى سنوات، من خلال توظيف صحفيين وفنيين أَكْفاء مع توفير تدريب مستمر على أعلى المستويات. . سابق مرجع ، شخصية مقابلة ، سواق (((
172
Made with FlippingBook Online newsletter