من خلال تنميطها في أربع قصص رئيســية، هــي المجاعات والأمراض والصراعات والعبوديــة. أما الجزيرة، ومع عدم إغفالها هذه القضايا المهمة، فقد اتخذت خطوات أبعد بتغطية أعمق للواقع الاجتماعي والسياســي والاقتصادي، وشــرح الأسباب التي . ((( " أوصلت القارة الإفريقية إلى ما هي عليه، ومنها سياسات الغرب تجاهها - أن تكون هناك منــذ مطلع الألفية، بدا واضحًا أن قــرارًا اتّخِذ بأن تكون الجزيرة موجودة على الأرض حيثما كانت هناك أزمة أو كارثة إنســانية، ســواء من صنع البشــر في شــكل حروب وصراعات وأزمات اقتصادية أو سياســية، أو في شــكل كوارث طبيعية. وبناء على ذلك، أسّســت الشــبكة مكاتب خارجية، خاصة في المناطق والدول المنكوبة أو تلك التي يُتوقع أن تندلع فيها حروب وأزمات. وقد أدّت تلك السياسة إلى مضاعفة في أقل 34 إلى 2003 مكتبًا في العام 13 عدد مكاتب الجزيرة في وقت قياســي من دولة ومنطقة. 105 ، تغطي أكثر من 2017 مكتبًا بحلول العام 75 مــن عاميــن، ثم إلى إضافة إلى المكاتب، توفد الشــبكة مراسلين بشكل مؤقت لتغطية أحداث معينة، ولها عدد من المراسلين المقيمين في بلدان لا توجد بها مكاتب للجزيرة. في الوقت ذاته، وُضعت معايير صارمة في اختيار رؤساء المكاتب من بينها أن يكونوا قد عايشوا الدول والمناطق المعنية، سياسيّا وثقافيّا واجتماعيّا. فمجرد العيش أو الإقامة في بلد معين، لا يجعل الصحفي قادرًا على وضع الأخبار في سياقها السليم. بذلك، دشّنت الجزيرة زمن التقليدية؛ حيث يقف الصحفيون يطرحون " صحافة المؤتمرات الصحفية " التحول من الأســئلة على كبار المسؤولين، إلى الصحافة التي تُعنى بالرأي العام ومصادره، والتي تعيش وسط البسطاء من الناس لتفهم قضاياهم الحقيقية فتنقلها بصدق وحرفية. وذلك هــو الفــارق بين الصحافة المنحازة إلى مراكز القوة، وتلك التي تنحاز إلى الإنســان حيثما كان. من الأمثلة على سياســة الانتشار الميداني استشرافًا لتطورات لاحقة فتح مكتب الجزيرة في الصومال. ففي الوقت الذي لم يكن هناك الكثير مما يحدث في الصومال، بادرت الجزيرة بفتح مكتب لها في مقديشو. وبعد أشهر قليلة من تلك الخطوة، ضربت موجة عاتية من الجفاف شرق إفريقيا ثم زحفت إلى غربها. ولأن الجزيرة كانت هناك، فقد بدأ العالم بأسره يتابع المأساة على شاشات الجزيرة التي نجحت في كسر الصمت الذي التزمته وسائل الإعلام الدولية بفشلها في تغطية الحدث. ونتيجة لذلك النجاح، . سابق مرجع ، شخصية مقابلة ، خنفر (((
177
Made with FlippingBook Online newsletter