بها أيامًا معدودة قبل أن يغادروها ســاعين لقصص أخرى في مناطق أخرى، بالرغم من أن توابع الكوارث تكون في كثير من الأحيان أكثر مأساوية من حدوث الكوارث . ((( " ذاتها. أما الجزيرة، فإنها تذهب إلى مناطق الكوارث الإنسانية لتبقى - جدلية الانحياز الإنساني مقابل قياسات المشاهدة إلــى جانب المكاتب الخارجية، تقوم الجزيرة أحيانًا بإيفاد صحفيين في مهمات خاصة إلى المناطق التي لا توجد بها مكاتب. أما اتخاذ القرار بشــأن هذه المهمات، فيكون سريعًا وفى غاية الفاعلية، خاصة في حالات الأزمات والكوارث الإنسانية. فكل من قســمي التخطيط والتكليف بالمهام في الشــبكة مخوّلان سلطة اتخاذ القرار بإيفاد أطقــم العمــل في مهام صحفية دون الحاجة للعودة إلــى الإدارات الأعلى للحصول علــى الموافقة. وبفضل هذه المرونة الإداريــة، تمكّنت الجزيرة من تغطية عدد هائل من الكوارث الإنســانية بدءًا من هايتي وجنوب غرب أميركا اللاتينية، مرورًا بجنوب الصحراء الإفريقية، وصوً إلى أقصى شرق وجنوب شرقي آسيا. وإذا كان العبــور الخاطف لوســائل الإعلام الدولية علــى العديد من الأزمات والكوارث الإنســانية، وأحيانًا بشــكل مخلّ، دافعه الأساســي ذلك الهوس بقياسات المشــاهدة، فهل معنى ذلك أن مخالفة الجزيرة لمنافســاتها في هذا الجانب تجاهل لقياســات المشــاهدة؟ بالتأكيد، الجزيرة معنية بنسب المشاهدة وحريصة على زيادتها باستمرار، ولكنها بالمقابل، لا تعتبر أن أهمية الخبر تكمن في عدد من يتابعه بل في قيمته الذاتية. فهي لا تغفل أية قصة ذات قيمة خبرية حتى وإن كانت نســبة المهتمين بها والمتابعين لها من الجمهور ضئيلة. فتدنّي نسبة المشاهدة لا تقلّل من قيمة الخبر، خاصة إذا كانت تلك النسبة تمثل نخبة مؤثرة في الجمهور. هذا المعنى يؤكده خنفر كل فئات المجتمع تستحق منّا أن نقوم على خدمتها بقطع النظر عن حجمها. " بقوله: %، تساعدها 5 فاستجابتنا لاحتياجات النخب المؤثرة، حتى وإن كانت نسبتها لا تتجاوز % من 50 علــى إحــداث تأثيرات مجتمعيــة مهمّة أضعاف ما يمكن أن تحدثه نســبة الجمهور من غير النخبة. لا شك أن الجزيرة معنية بقياسات المشاهدة ولكن إلى حد معين، فإذا تجاوزنا هذا الحد تصبح تلك القياسات وسيلة من وسائل تسليع الإعلام، . ((( " وهو ما يعتبر تعديًا على حقوق المشاهدين وعلى الانحيازات الإنسانية للجزيرة وبالرغم من أنه لم تجر دراسة علمية حتى الآن لقياس كمّيّ لأثر تغطيات الجزيرة
. سابق مرجع ، شخصية مقبلة ، نجم ((( . سابق مرجع ، شخصية مقابلة ، خنفر (((
179
Made with FlippingBook Online newsletter