الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

الفصل الثامن الجزيرة وجمهورها منسياقات الصدمة إلىشروط التغيير

عبد السلم رزاق

مقدمة كانت المشــاريع الإعلامية التي أطلقتها شــبكة الجزيرة منذ انطلاقتها في العام من خلال تجربة قناة الجزيرة الإخبارية وحتى آخر المشــاريع الرقمية الحديثة، 1996 في قلب التحولات التي شــهدتها الجغرافيا السياســية العربية. وسواء تعلق الأمر بقناة نوفمبر/تشرين 15 )، أو قناة الجزيرة الإنجليزية ( 2005 الجزيرة مباشــر (أبريل/نيسان )، أو حتى الخدمة 2007 )، أو قنــاة الجزيرة الوثائقية (يناير/كانون الثاني 2006 الثانــي )، فكل مشــروع من هذه المشاريع، 2014 الرقمية مثل إي جي بلس (ســبتمبر/ أيلول كان حصيلــة تفاعــل إيجابي بين التحولات التي يشــهدها العالم العربي واحتياجات الجمهور. وبذلك جاء مجموع مشــاريع الشــبكة ليلبي حاجة ملحّة في ســياق عربي متحرك ويضع لبنة جديدة في بناء المستقبل. واليــوم، وهــي تحتفل بيوبيلها الفضي كأهم مشــروع إعلامي في العالم العربي المعاصر، فإن الجزيرة تحتفل بنجاحها في تحرير الممارســات الإعلامية في أصولها التقليديــة الخاضعــة لمنظومات الاســتبداد، وتمكين الجمهور العربــي من الأخبار الصحيحــة والمعرفة القوية القــادرة على منحه فرصة تفعيل أدوات التغيير المجتمعي والسياسي. إنها بذلك، تقدم حصيلة ربع قرن من العمل الإعلامي الذي تخلّلته محطات كشفت فيها الجزيرة عن حضور مؤثّر في تغطية الأحداث العربية والإقليمية والدولية، وأبانت عن درجة عالية من المهنية والحصول على المعلومة الصحيحة والانفراد بها. وقد أسهمت تلك المسيرة في بناء علاقة خاصة مع الجمهور العربي في تعدده وتنوع اختياراته. فالمنافحون عن مشــروع الجزيرة اليوم، لا يجدون أدنى حرج في التأكيد على أنها أضحت فاعً في الســياق السياســي والإعلامي العربي الحديث، ومسؤولة عن

183

Made with FlippingBook Online newsletter