الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

. جمهور الجزيرة ونخبتها 3 مفهومًا عامّا وشامً لمجموع المُتلقين للرسالة " جمهور الجزيرة " قد يكون مفهوم . وهذا الأمر، بالرغم من كونه ((( الإعلاميــة التي تبثها الجزيرة دون تكميــم أو تكييف مقبوً نظريّا، إلا أنه يصعب اعتماده من الناحية العملية. فليس هناك جمهور متجانس يمكن وضعه في خانة واحدة، جرّاء تفاوت درجات الوعي والإدراك السياســي الذي يمكّنُ صاحبه من إمكانية التمييز بين محتويات الرسالة الإعلامية وتأثيراتها السياسية. وللخروج من هذا الإشكال النظري، نستخدم هنا منظورًا وظيفيّا لمفهوم الجمهور من . " النخبة " و " الجمهور " خلال التمييز بين - فالجمهور هنا نعني به غالبية جمهور الجزيرة، وهذه العيّنة الواسعة من الناس قد تكون مهتمة بمتابعة الأخبار السياســية وملاحقتها في قنوات الشــبكة. وقد يكون لديهــا معرفــة أولية بالأخبار، كما هي مقدّمة في وســائل الإعلام الجماهيري، لكنها تخضع تلقائيّا لتأثير المحتوى الإعلامي للجزيرة دون أن تكون لديها بالضرورة القدرة على إدراك تفاصيل هذا التأثير. ومع ذلك نجد أن الجزيرة تراهن أكثر على هذه العينة ، ضمن دائرة المنافســة بين " جمهورًا مســتهدفًا " من الجمهور، وتتعامل معها باعتبارها المؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية، لصناعة وتشكيل رأي عام متجانس بشأن قضية معينة. - أمــا النخبــة السياســية أو الجمهور الخــاص، فهي الفئة مــن الجمهور التي اكتملت لديها دراية بالأحداث والأخبار السياسية المقدمة على شاشة الجزيرة وأبعادها المختلفة. فالنخبة السياسية جمهور متابع وملمّ بالأخبار، وقادر على الربط بين الخبر والحدث والمقارنة بينهما. والهدف من اعتماد هذه العينة في الدراسة يتحدد في كون هذا الجمهور المثقف هو الأكثر قدرة على تقييم تأثير الرسالة الإعلامية والحكم عليها. تذهب بعض الدراســات العربية وحتى الأجنبية إلى أن الجمهور العربي أصبح منذ بداية الألفية الجديدة موضوع منافسة شديدة بين القنوات الفضائية على المستوى . وفــي ذات المنحى، تذهب الباحثة حياة الحويّك، في تأسيســها ((( العربــي العالمي ، والنشر للطباعة الكتب دار مديرية ، بغداد ، سياسية وقوة اجتماعية ظاهرة العام الرأي ، الأسود طارق ((( .91 ص ، 1991 Mohammed El-Nawawy and Adel Iskandar, Al Jazeera, The Story of the Network that ((( is Rattling Governments and Redefining Modern Journalism (US: Westview Press, 2003), p. 30.

189

Made with FlippingBook Online newsletter